سياسة

ندوة لمقاضاة شركات “تجسس” أوروبية تعمل لصالح الأمارات في جنيف

في جنيف، عقد المعهد الدولي للحقوق والتنمية فعالية جانبية بعنوان “التجسس والآثار الأخلاقية والاجتماعية المترتبة عليه – الأمن السيبراني والحق في الخصوصية ضمن ما يعرف بـ ‘أسرار أبو ظبي'”. تمت هذه الفعالية خلال فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في مقر الأمم المتحدة بجنيف، سويسرا.

شارك في الجلسة مجموعة متنوعة من الخبراء والناشطين السياسيين والمختصين في قضايا الإجرام والمحامين والإعلاميين والأكاديميين والبعثات الدولية والباحثين، بالإضافة إلى عدد من الضحايا الذين تم ذكر أسمائهم أو التعرض لهم مباشرة في قوائم “فضيحة أبو ظبي”. تمت مناقشة تداعيات هذه الفضيحة المعروفة وآثارها وكيفية التصدي لها وملاحقة المسؤولين عنها والجهات التي تقف وراءها. تم تسليط الضوء أيضًا على الآثار الإنسانية السلبية لهذه القضية وأهمية تضمينها ضمن بند الحق في الخصوصية.

تمحور النقاش حول شركة سويسرية معروفة باسم “Alp Services” وأنشطتها التجسسية، خاصة في عام 2021. تبين لاحقًا أن هذه الأنشطة تمت بالتنسيق مع أجهزة المخابرات الإماراتية وبالتعاون مع بعض الأطراف الناشطة في فرنسا في هذا المجال.

تمت مناقشة النقاط التالية خلال الجلسة:

  • تحليل فضيحة “أسرار أبو ظبي” وأهمية فهم التجسس الحديث ودوافعه.
  • التأثير الأخلاقي والاجتماعي والنفسي والاقتصادي على الأشخاص المتضررين.
  • دور وسائل الإعلام والصحفيين في نشر المعلومات المضللة وتأثيرها على الجمهور.
  • التحديات القانونية التي تطرحها شركات الاستخبارات الخاصة وتعقيداتها التنظيمية.
  • الآثار الإنسانية للقضية وتأثيرها على الأفراد المتضررين.

تحدث أنور الغربي، وهو مواطن سويسري وأحد الضحايا، عن الآثار الاجتماعية والاقتصادية لحملة التجسس على حياته الشخصية وأعماله، بما في ذلك ارتباطه المزعوم بحركة حماس من خلال وسائل الإعلام السويسرية.

وعبر المشاركون في الجلسة عن قلقهم إزاء الحملة التي تدعمها دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع فرنسا، وذلك باستخدام شركة Alp Service p للتجسس بذرائع سياسية وإنسانية.

وطالب المشاركون بمتابعة هذه القضية والتعامل معها بما يلزم، بهدف لفت انتباه الجمهور ووسائل الإعلام إليها، ودعم الضحايا، الذين ربما لا يزال الكثير منهم غير مدركين لاستهدافهم، في رفع أصواتهم وطلب الحماية القانونية.

واتفق المشاركون على ضرورة عقد مؤتمر صحفي في الاتحاد الأوروبي في بروكسل لجمع المزيد من الضحايا لمناقشة الآثار الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الفضيحة، ولجلب المزيد من قصص الضحايا إلى المجال العام ومتابعتها إعلاميا وقضائيا كلما دعت الحاجة.

وأعلن الناشط الحقوقي السويسري، أنور الغربي، رسمياً بدء الإجراءات القانونية ضد صحيفة سويسرية معروفة تصدر في مدينة زوريخ، والتي اتهمته بأنه رجل حركة حماس في سويسرا وأنه كوّن شبكة علاقات سياسية في البلاد استخدمها لتحقيق أهداف محددة. وأشار الغربي إلى أنه قدم الملف للقضاء للنظر في هذه الاتهامات الخطيرة.

وفي بيان نشره على صفحته على منصة “فيسبوك” اليوم، أعلن الغربي أيضاً تقديم شكوى ضد شركة سويسرية تدعي توفير خدمات في مجال اللوبيات والتأثير على الرأي العام، والتي عملت لحساب دولة الإمارات العربية المتحدة بعقد بقيمة تجاوزت 5 ملايين دولار لتشويه سمعة عدد من الناشطين والفاعلين السياسيين الذين يعتبرهم الإمارات مرتبطين بدولة قطر وجماعة الإخوان المسلمين.

وأوضح الغربي أن التقارير التي قدمتها الشركة هي مجرد تجميع لمقالات واستخلاص لبيانات من السجل التجاري السويسري ومن أوروبا بشكل عام، وتقديمها للإماراتيين.

وأكد الغربي أنه بدأ في الإجراءات القانونية خلال مشاركته في ندوة داخل مقر الأمم المتحدة في جنيف، التي تناولت موضوع ملاحقة الإمارات للناشطين والحقوقيين والسياسيين والمؤثرين الذين يعارضون سياساتها، والتي تتوازى بشكل كبير مع سياسة حكومة الاحتلال في فلسطين واليمين المتطرف في الغرب..

قد نشر موقع “ميديبار” الفرنسي تحقيقا في آذار (مارس) من العام الماضي حول النفوذ الإماراتي في أوروبا، خاصة في فرنسا، ونشر المعلومات المضللة على الإنترنت خلال الأزمة الخليجية مع قطر.

كشف التحقيق عن اعتماد “جواسيس أبوظبي” على شركة “ألب سيرفيسيز” السويسرية للاستخبارات والتأثير، التي أسسها ماريو بريرو المثير للجدل.

أظهر التحقيق الذي أجراه أنتون روجيه ويان فيليبين أن الإمارات نشرت العديد من المقالات الكاذبة واستخدمت عمليات القرصنة لاختراق القطريين بمساعدة جواسيس إلكترونيين سابقين، بينما طلبت قطر مساعدة من مخترقين هنود للتجسس على خصومها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى