4 أبريل ذكرى بناء الجامع الأزهر علي يد جوهر الصقلي “القصة كاملة”

^{في 4 أبريل عام 970 ميلادياً، تم تكليف القائد جوهر الصقلي ببناء الجامع الأزهر ووضع الخليفة الفاطمي المعز لدين اللَّه حجر الأساس في 14 رمضان سنة 359 هـ الموافق 970م. وتم الانتهاء من المسجد في عام 972، وأقيمت أول صلاة جمعة في 22 يونيو 972 خلال شهر رمضان.}

^{سرعان ما أصبح الأزهر مركزًا للتعليم في العالم الإسلامي، وأصدرت التصريحات الرسمية وعُقدت جلسات المحكمة فيه. وخلال حكم الفاطميين، أصبحت التعاليم السرية التابعة للمذهب الإسماعيلي متاحة للجميع، وعين المعز القاضي النعمان بن محمد القاضي مسئولًا عن تدريس المذهب الإسماعيلي. وكانت بعض الفصول تُعقد في قصر الخليفة وأيضًا في الأزهر، بالإضافة إلى دورات منفصلة للنساء. وفي عيد الفطر عام 973 ميلادياً، تم ترسيم المسجد كمسجد رسمي لصلاة الجماعة في القاهرة بأمر من الخليفة المعز.}

^{تختلف الآراء بين المؤرخين حول أصل تسمية هذا الجامع، ولكن الرأي الأكثر شيوعاً هو أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمناً بفاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتقديراً لذكراها.}

^{بعد الانتهاء من بناء المسجد، تم توظيف 35 عالماً من قبل السلطات، ويُعتبر الجامع الأزهر ثاني أقدم جامعة مستمرة في العالم بعد جامعة القرويين. وقد كان الجامع الأزهر أول مدرسة في العالم الإسلامي لدراسة المذهب السني والشريعة الإسلامية.}

^{تم تأميم الجامع كجزء من مدرسة المسجد منذ إنشائه، وأصبح رسمياً جامعة مستقلة في عام 1961، بعد ثورة عام 1952.}

^{في عهد المماليك، كان الاهتمام بالأزهر في أوجه، وشهد الجامع العديد من التوسعات والتجديدات التي أثرت على بنيته التحتية. وأظهر الحكام اللاحقون في مصر اهتماماً واحتراماً متفاوتين للمسجد، وقدموا مساعدات مالية للمدرسة وصيانة المسجد.}

^{الأزهر الشريف و الأدوار الوطنية}

^{قام الأزهر الشريف بدور وطني كبير ضد الاحتلال طوال تاريخه، حيث قاد المقاومة الشعبية ضد الحملة الفرنسية في عام 1798 بقيادة نابليون بونابرت. وقد دفعت هذه المقاومة الفرنسيين إلى تدنيس الجامع الأزهر بخيولهم وأسلحتهم، وأمروا بإغلاقه حتى تم طردهم في عام 1801. ونجح الطالب الأزهري السوري سليمان الحلبي في اغتيال خليفة بونابرت، كليبر، في قيادة جيش الاحتلال الفرنسي.}

^{وقد قاوم شيوخ الأزهر وطلابه الاحتلال البريطاني، حيث كان علماؤه وشيوخه في طليعة الثورات المصرية خلال القرنين الأخيرين. وشملت هذه الثورات الثورة ضد الاحتلال البريطاني والمشاركة في ثورة 1919، بالإضافة إلى المقاومة ضد الحركة الصهيونية وجهاد البيان في علوم الدين واللغة العربية ومقاومة التغريب.}

^{الأزهر و التعليم}

^{في الأزهر، كانت طريقة التدريس تتم من خلال حلقات في المسجد، وفي عام 1908 تأسس مجلس عالي لإدارة الأزهر برئاسة شيخ الأزهر وعضوية مفتي مصر وشيوخ المذاهب الأربعة وموظفين آخرين. تم تقسيم التعليم إلى ثلاث مراحل: أولية وثانوية وعالية، كل منها لمدة أربع سنوات، حيث يحصل الطالب الناجح على شهادة اجتياز المرحلة.}

^{في عام 1930، صدر قانون إصلاح الأزهر الذي جعل التعليم يتماشى مع التقدم العلمي والثقافي. تم تقسيم التعليم إلى أربع مراحل: ابتدائية لأربع سنوات، ثانوية لخمس سنوات، وثلاث كليات للشريعة الإسلامية وأصول الدين واللغة العربية، كل منها لمدة أربع سنوات.}

^{وتم تحديد تخصصات مهنية لمدة سنتين في القضاء الشرعي والإفتاء والوعظ والإرشاد والتدريس. بينما تتطلب تخصص المادة خمس سنوات للحصول على العالمية مع درجة أستاذ، وهذا كان خطوة مهمة نحو إنشاء جامعة الأزهر بموجب القانون 103 لعام 1961.}

^{أصبحت جامعة الأزهر هي إحدى هيئات الأزهر الشريف التي تختص بالتعليم العالي، بجانب هيئات أخرى تعنى بالتعليم قبل المرحلة الجامعية الأولى، وأخرى للمجلس الأعلى للأزهر، وثالثة لمجمع البحوث الإسلامية. يهتم المجمع بنشر الثقافة الإسلامية وكتب التراث، وبشؤون الدعوة والوفود الطلابية في الخارج وإعاشتهم.}

^{توسعت الأزهر في تقديم مختلف أنواع التعليم والبحث العلمي للطلاب والطالبات على حد سواء. وقد تم إضافة كليات جديدة إلى الكليات الشرعية والعربية، مثل كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم والتربية والهندسة، والإدارة والمعاملات، واللغات والترجمة. وقد تم نقل معظم الكليات إلى منطقة مدينة نصر، بعد أن كانت موجودة في منطقة الأزهر بوسط القاهرة.}

^{وحتى الآن، يظل الجامع الأزهر مؤسسة ذات تأثير عميق في المجتمع المصري والإسلامي، ويعتبر رمزًا بارزًا للهوية الإسلامية في مصر.}