مقالات ورأى

يوسف عبداللطيف يكتب: فتحى سرور عالما وفقيها لوثته السياسة

عمل الدكتور فتحي سرور أستاذًا ورئيس قسم القانون الجنائي في كلية الحقوق جامعة القاهرة وكان يتميز بقدرته على نقد النظام الحاكم والتدخل في الشؤون السياسية بشكل فعّال.

وكانت خدمته المميزة للمجتمع تظهر في مرحلة توليه منصب نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون الطلاب، حيث كرس وقته وجهده لتحسين أوضاع الطلاب وظروفهم المعيشية ورعاية الطلاب وضمان توفير الظروف الملائمة لهم

كان سرور دائمًا متفهمًا لمعاناة الطلاب الأقل حظًا ماديًا، حيث كان يشرف بنفسه على توفير الطعام والإقامة لهم في المدن الجامعية.

اختاره الحزب الوطني لخدمة الجماهير كعضو في مجلس الشعب في عام 1987، وقد نال تقدير الجماهير في دائرته الانتخابية لأخلاقه العالية وخدماته المتميزة.

لم يكن الدكتور أحمد فتحي سرور عالمًا وسياسيًا بارزًا غقط، بل كان رمزًا للنزاهة والتفاني في خدمة المجتمع، وسيبقى إرثه حيًا في قلوب الكثيرين الذين استفادوا من عطاءاته في تلك الفترة قبل تولية المناصب السياسية

وقد شهدت مصر تغييرات كبيرة في مجال التعليم والسياسة. بعد تعيينه وزيرًا للتربية والتعليم، فقد أقدم الدكتور فتحي سرور على سلسلة من القرارات التي كان لها تأثير كبير على نظام التعليم في مصر وتسببت في تدهور النظام التعليمي واستمرت هذه السياسات في التأثير على البلاد حتى الآن تمثلت أحد هذه القرارات في إلغاء الصف السادس الابتدائي وتغييرات في النظام الدراسي، مما أدى إلى تدهور مستويات القراءة والكتابة واللغة العربية في البلاد.

وبعد اغتيال الدكتور رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب الأسبق، تم تعيين الدكتور فتحي سرور كرئيس للمجلس. خلال فترة رئاسته للمجلس من عام 1991 إلى عام 2011، وقد قام الدكتور فتحي سرور بإصدار العديد من التشريعات القانونية سيئة السمعة التي أثارت جدلاً واسعاً في البلاد. ومن بين هذه القوانين، قانون الأسرة ومحاكم الأسرة وقانون الخلع “قانون سندس”، بالإضافة إلى قوانين الجباية في الضرائب وكذلك قوانين المرور والجمارك، التي أثارت استياء العديد من الناس وأدت إلى تدهور الأوضاع الاجتماعية في مصر.

هذا الرجل كان مشروع إنسان عالمٌ ذكي ومبدع في مجاله، وقد حقق الكثير من النجاحات والإنجازات في حياته المهنية. وكان يتمتع بسمعة طيبة وكان محل احترام كبير من قبل زملائه وجميع من تعامل معه. ومع ذلك، عندما قرر التوجه إلى المناصب السياسية، بدأت تتغير حياته تدريجياً.

وبعد توليه المناصب السياسية، بدأ يتغير تدريجياً إلى الأسوأ فقد يكون الواقع مؤلم في بعض الأحيان حتى أشخاص مشهورين بالكفاءة والإبداع يمكن أن تؤثر عليهم المناصب السياسية بشكل سلبي، فتحول هذا الرجل يظهر كيف يمكن للقوى السياسية أن تغيّر شخصياتنا بشكل جذري وقد يكون ذلك مصدر قلق للجميع، ويجب أن نكون حذرين ومدركين لهذه الظاهرة.

وكان من المفترض أن يكون هذا الرجل مثالاً للنزاهة والقيادة الحكيمة، ولكنه، للأسف، غير توجهاته بمجرد دخوله عالم السياسة فقد تعدى على قوانين ومبادئ النزاهة التي كان يتمتع بها في حياته السابقة. وهكذا، أضاع العالم شخصية مبدعة ومحترمة، وتحول إلى شخص يمثل الفساد والسوء الإداري ولقب بترزي القوانين

ويُعد موضوع الاستخدام الفاسد للقوة السياسية وتحول الشخصيات العامة إلى أشخاص متعالين عن القانون موضوعاً هاماً يجب التحدث عنه والتأكيد على أهمية الحفاظ على القيم والمبادئ في كل المجالات، بمن فيهم المجال السياسي.

الفساد يشكل تهديداً خطيراً على تقدم المجتمعات واستقرارها. يجب أن نكون حذرين ونضع الفساد في مقدمة أولوياتنا للقضاء على هذه الآفة وبناء مجتمعات أكثر تطوراً وانفتاحاً.

رحم الله الدكتور أحمد فتحي سرور وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى