نيويورك تايمز: ترامب يتعامل مع الحقائق كخصوم سياسيين ويقيل من يعارض روايته

اتهمت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بـ”التعدي على الحقائق” عندما لا تخدم أجندته السياسية، محذّرة من أن الولايات المتحدة ستدفع ثمناً باهظاً لهذا النهج، كما حدث في دول أخرى.
وفي افتتاحيتها الصادرة الثلاثاء، قالت الصحيفة إن ترامب “يعامل الحقائق كما يعامل الأشخاص: يتوقع منها أن تدعمه، وإن لم تفعل، فإنه يسعى للتخلص منها”، مشيرة إلى أن هذا السلوك برز مؤخراً عقب صدور تقرير مخيب للآمال حول نمو الوظائف في الولايات المتحدة.
وكان مكتب إحصاءات العمل قد نشر بيانات أظهرت تباطؤاً في وتيرة نمو التوظيف خلال ثلاثة أشهر متتالية، وهو ما دفع ترامب إلى التشكيك في مصداقية التقرير واتهام المكتب بالتآمر ضده، وصولاً إلى إقالة رئيسته إريكا ماكنتارفر.
اتهامات بلا أساس
الصحيفة أكدت أن الاتهامات الموجهة لماكنتارفر “لا أساس لها من الصحة”، موضحة أن تقرير الوظائف الشهري يُعده فريق غير حزبي ويتضمن مراجعة مفصّلة للقطاعات الاقتصادية كافة.
ورغم إقالة ماكنتارفر، رجحت الصحيفة أن يستمر المكتب في تقديم بيانات موثوقة.
تحذير من التلاعب المؤسسي
وأضافت نيويورك تايمز أن إدارة ترامب لم تكتفِ بإقالة مسؤولين بل سعت لطمس البيانات أو عرقلة جمعها، مستشهدة بمحاولات حجب التمويل عن مرصد هاواي الذي يراقب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون منذ عام 1958، إضافة إلى إغلاق قاعدة بيانات وطنية لتوثيق انتهاكات الشرطة الفدرالية.
غياب الجدية في معالجة الأزمات
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على أن “رئيساً حريصاً على دقة البيانات كان سيسعى لزيادة تمويل مكتب الإحصاءات أو تحسين أدواته”، لكنها ترى أن ترامب “لا يهتم بعدد الوظائف التي يولدها الاقتصاد، بل يهتم فقط بما يدعم روايته”، معتبرة أن قراره بإقالة ماكنتارفر جاء لأنه “لم يكن يريد معرفة الحقيقة”.