تغريدات

أنور الرشيد: الديمقراطية ليس بها طلاق بائن عزيزي عادل.

ليس من عادتي وأنا في السفر أكتب مقالاً أو حتى تغريدة أعبر بها عن وجهة نظري بمجمل الاحداث والتطورات على ساحتنا الكويتية، ولكن وأنا أتصفح آخر الأخبار لفت نظري تصريحاً للسيد عادل الزواوي الذي قال بما معناه تلميحاً طبعاً بأن الحل قادم للبرلمان سيكون بمثابة الطلقة الثالثة، ومفهوم الطلقة الثالثة شرعياً هو عدم عودة الزوجة لزوجها، أي أننا لن نرى البرلمان مرة أخرى إلا في حالة زواج الزوجة من رجل آخر، السيد الزواوي أسقط هذه الحالة الشرعية على مجلس الأمة الذي تم حله مرتين ويحذر من الحل الثالث الذي لا عودة للبرلمان بعد الحل الثالث.

أقول للسيد الزواوي الديمقراطية يا عزيزي ليس بها طلاق بائن، الديمقراطية أخذ وعطاء الديمقراطية من طبيعتها فيها صراع ما بين طرفين بالمجمل وكل طرف يُريد أن يحقق ما يُريده لمصلحة الأمة التي اختارته وهذا أمر طبيعي وغير الطبيعي هو ضجر أحد الأطراف من هذه الديمقراطية ويلجأ إلى ممارسات غير ديمقراطية ليس منصوصاً عليها لا في الدستور ولا في كل الأعراف الديمقراطية ومن طبيعة الديمقراطية أنها تطور ذاتها بذاتها أما إجهاضها كون طرفاً يمتلك القوة ليحرم الطرف الآخر من حقه بالمنافسة الديمقراطية وأن تخللها سلبيات كثير أنا شخصياً أُقر بها نتيجة لعدم تطوير قانون الانتخابات الذي نعيش بسلبياته جميعنا، فهذا أمر غير مقبول إطلاقاً ويتنافى مع أبسط القواعد الديمقراطية ناهيك ياعزيزي عادل لا يوجد في عقدنا الاجتماعي أي الدستور أي مادة تخول أي طرف من الأطراف أن يُصادر حق الطرف الآخر وهنا في حال ما إذ أُتخذ قرار الطلاق البائن سينزع شرعية ذلك الطرف الذي حرم الطرف الآخر من حقه المشروع وهذا ما لا أريده والمؤكد لا تُريده أنت ولا أحد يُريده.

لذلك يا عزيزي الأستاذ عادل من يؤمن في الديمقراطية عليه أن يتحمل نتائجها مهما حملت من وسلبيات وإيجابيات والحل الأسلم كل الأطراف هو بالمزيد من الديمقراطية وليس بالرجوع للمربع الأول الذي أساساً لم نُغادره منذ إقرار الدستور.

المراد يا عزيزي الاستاذ عادل أيام سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي إنتهت وحتماً ومستحيل أن نُكرر سيناريو أثبت التاريخ بأنه سيناريو فاشل ولم يُحقق أي مكسب لأي طرف بالعكس كلى الطرفين دفعا ثمناً باهظاً لا أتمنى أن ندفعه للمرة الثالثة ولا احد يظمن من سيدفعه في ظل الظروف الأقليمية الملتهبة بالأضافة مع تغير الأجيال، فما كان ممكنا بالسابق اليوم أعتقد بأنه مُستحيل ناهيك ياعزيزي لا أحد يضمن النتيجة النهائية فقد تجد الديمقراطية التي تم تطليقها بالثلاث لا تريد عودة الزوج حتى وإن تزوجها مُحلل.

فهل من مُتعظ يُفكر في الواقع وليس بالتمنيات.

هذا ما أتمناه عزيزي عادل…

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى