مقالات ورأى

معن بشور يكتب: أسئلة بحاجة إلى أجوبة؟

معن بشور مفكر وكاتب سياسي، والأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي.
معن بشور

مفكر وكاتب سياسي، والأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي.

يجري تداول بين محللين في وسائل الاعلام تحليلات مفادها ان العملية العسكرية الايرانية ضد الكيان قد ساعدت نتنياهو على الخروج من عزلته التي دخل فيها حتى لدى اصدقائه التاريخيين الذين لم يعودوا قادرين على الدفاع عن نتنياهو بعد تجاوز الوحشية الصهيونية كل الحدود…

كما بعد ان بلغ تجاوز تمرد نتنياهو على حلفائه، وعلى رأسهم بايدن ، السقف الذي كان تاريخياً يحكم العلاقة بين واشنطن وتل ابيب.


هذه التحليلات ااتي يحاول اصحابها ان يقللوا من اثر العملية الايرانية بل ان يوحوا انها جاءت بنتائج معاكسة لما كانت تريده طهران منها.


لكن هذه التحليلات تقفز فوق جملة اسئلة وحقائق:


أولها قرار نتنياهو بتأجيل عملية اجتياح رفح وهو الذي كان لأيام خلت يتباهى انه لن يتراجع عن هذه العملية مهما واجه من ضغوط ، واياً كان “الضاغطون”.


الحقيقة الثانية هو انفضاض اجتماع مجلس الحرب الليلة (مساء الاحد) دون اتخاذ قرار بالرد على العملية العسكرية الايرانية بعد ان اعلن اركان هذا المجلس صباح اليوم عن رغبتهم بالرد على ايران ثم يتراجعوا بعد “تشاور” نتنياهو مع الاصدقاء اثر اتصال الرئيس بايدن به والطلب اليه علناً عدم الانجرار الى رد عسكري على ايران.


اما الحقيقة الثالثة فهي ان نتنياهو ادرك ان كارثة ستحل بالكيان لولا تدخل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا ودول عربية وتصديها للمسيرات والصواريخ الايرانية.. مما جعلها صاحبة تأثير في قرارات تل ابيب..


ان هذه الحقائق الثلاث تشير الى ان نتياهو ادرك حجمه الحقيقي بعد عملية “الوعد الصادق” الايرانية، وانه سيصبح اكثر انصياعاً لأوامر بايدن الذي يؤكد ان مشكلته مع نتنياهو وليست مع الكيان الذي قال عنه يوماً ” انه لو لم يكن موجوداً لوجب وجوده”.


فهل سنرى نتنياهو اكثر استعداداً لتغييرات في غزة طلبها منه بايدن …

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى