
كانت إنتخابات الرئاسة عام 2014 محطة هامة في مسار حياتي، وقد جاءت بعد خروجي للمعاش، ورفضي لأي وظيفة بعد ذلك، حيث كان قراري الراحة بعد عناء رحلة طويلة، بدأتها شاباً يافعاً بين خنادق الجبهة، ثم مشاركة في أعظم تواريخ مصر المعاصرة في العبور، ثم الرحلة الطويلة في معارك الدبلوماسية التي أجهدت ما تبقى من سنوات ما قبل المعاش.
ولكن ليس كل ما يأمله المرء يدركه، فقد كانت بلادي التي فديتها بحياتي تمر مضيق صعب وخطر، وشعرت أن من واجبي الإسهام ما استطعت في جهود البناء.
وكانت المشاركة مع الصديق القديم حمدين، في مشروع حسبت أنه سيكون آخر جهد لي قبل أن أستعيد حريتي واستقلالي في العش الهادئ، مع أسرتي، وكتبي وكتاباتي ونباتات حديقتي. ولكن هيهات، كانت بداية لطريق مليء بالأشواك والآلام.
واللقاء التليفزيوني المرفق في افتتاحية الإنتخابات الرئاسية عام 2014، محاولة جادة لبناء الدولة المدنية الحديثة، ورغم كل ما أحاط بهذه التجربة، ورغم الانتقادات العديدة التي وجهت لفريقنا بأنه خاض معركة يعلم أنها خاسرة، فإن الله يعلم بأن الهدف كان ترسيخ مجموعة من المبادئ والقيم، واستغلال الفرصة لنشر الوعي السياسي. وكانت لدينا ثقة أنه لو أتيحت لنا الفرصة الكافية والعادلة لشرح أهدافنا، فإن الاحتمال كان قائمًا بتحقيق الفوز. وعلى كل الأحوال نكتفي بشرف المحاولة.