مجتمع مدنيمصر

عمر النجار يصرح : لا أصلح في حزب الوفد سواء في وجود “يمامة أو غيره

من المفهوم أن الهيبة والمكانة التي اكتسبها حزب الوفد منذ تأسيسه تُسحب من بساط الهيبة التي اكتسبها الحزب، فهو يعيش في ساحة مواجهات ومؤامرات ومناوشات وانقسامات لا تنتهي، وكأن العالم كله يتآمر على الحزب.

والواقع أن العكس هو الصحيح، فمعظم أعضاء الحزب يعارضون مبادئ الحزب وسياساته وأهدافه السياسية.

ومن المفهوم أن معظم أعضاء الحزب يستغلون مقر الحزب للدخول في حرب فعلية، وأحيانًا تتحول المحادثات التي تتسم بالدموية إلى عراك بالأيدي، أو اقتحام مقر الحزب وإشعال النيران في جدرانه.

الصراع داخل الحزب يتجاوز أعضاء الحزب إلى الشارع بكل طوائفه وإلى المنابر الإعلامية المحلية والدولية، خاصة عندما يترشح قيادات الحزب في بعض الأحيان لرئاسة الجمهورية، وتربط وسائل الإعلام الدولية بين قرار الترشح ووجود خلافات وانقسامات في الحزب.

وغني عن القول أن فضائح حزب الوفد في وسائل الإعلام الدولية لا تخلو من فضائح حزب الوفد، حتى بدأت الهتافات “المزعجة” في الاجتماعات الدورية وأثناء الانتخابات تغتصب هيبة الحزب ومكانته.

يعرف أعضاء حزب الوفد، صغارًا وكبارًا، كل نقاط فشلهم السياسي والحزبي، العام والخاص.

ويعرفون أيضًا أنهم خسروا كل من حولهم، أو حتى من يريد الانضمام إليهم، بسبب فضائحهم العلنية أمام مرأى ومسمع الجميع.

وأكبر خيبة أمل أن معظم أعضاء الحزب غير مقتنعين بأن الصراعات الداخلية بين أعضاء الحزب هي هزيمتهم هم، قبل أن يدخل الكيان السياسي مرحلة “الإهمال السياسي” منذ زمن طويل.

ولعل أخطر ما يواجه الحزب هو الصراع داخل الحزب، الذي وصل إلى ذروته في استفزاز الكلام العادي وتحويله إلى دماء في شكل تشابك بالأيدي وشتائم.

الجميع في الأوساط السياسية على قناعة بأن كل انتخابات حزبية ما هي إلا مسرحية مسرحية على نهجين: أحدهما كتلة المال، والآخر كتلة السلطة، أو بمعنى أدق الكتلة التي يمكن أن تحول الكلام التحريضي إلى دم فعلي في صورة تشابك بالأيدي وشتائم.

ما يحدث في الوفد إذن ليس ممارسة الحياة السياسية والحزبية، وإنما هو تكاتف الأعضاء المنتمين لكتلة المال السياسي وكتلة السلطة لحسم المعارك لصالحهم.

الصراعات الداخلية سبب الأنقسام

والمشكلة الأخطر في هذا الحزب أنه جمع كل الأفكار المتناقضة في خندق واحد وحولها إلى صفيح ساخن من الصراع، فصار الحزب في خندق واحد.

فلا يوجد عاقل في المجتمع يفكر حتى في الانضمام إلى هذا الحزب، وصراخ أعضاء الحزب ومواجهاتهم سمعية وبصرية، وللأسف الشديد أصبح مقبرة للصراع.

بعض أعضاء الحزب يتوهمون أن مشاكل الحزب ستحل إذا رحل رئيسه عبد السند يمامة.

وهم لا يدركون أن المشكلة الأبرز والأهم هي مشكلة الشعور بالوحدة التي تسيطر على غالبية أعضاء الحزب.

والمؤكد أن الحزب لن يتحرر من الصراعات والمعارك الداخلية إلا إذا تخلى عن الندية وعقلية حب المواجهة التي تحول الكلام إلى دم حقيقي.

لن ينجو حزب الوفد من تعقيدات هذه الصراعات، لأن كل التجارب أثبتت أنه لن يستطيع الإفلات منها.

حفظ الله مصر وشعبها ومؤسساتها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى