فاو وبرنامج الأغذية العالمي: 2.1 مليون فلسطيني في غزة يواجهون خطر المجاعة

في تقرير مشترك صدر اليوم الاثنين، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي من بلوغ أزمة الجوع في قطاع غزة مستوىً حرجاً يهدّد حياة ما يقرب من 2.1 مليون شخص، مؤكدَين إدراج القطاع ضمن “البؤر الساخنة المثيرة للقلق الشديد” في خريطة انعدام الأمن الغذائي العالمية.
منذ اندلاع الأعمال العسكرية الأخيرة، أُغلقت معظم نقاط الدخول المخصصة لإيصال الغذاء والدواء والمياه إلى غزة، ما أدى إلى تدهور سريع في المؤشرات الصحية والتغذوية، لا سيما بين الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن. ويبين التقرير أن القيود المفروضة على تدفق المساعدات، إضافة إلى الدمار الواسع للبنية التحتية الزراعية ومرافق التخزين، تسببت في فقدان سبل العيش لدى آلاف الأسر، وارتفاع أسعار السلع الأساسية بنسبة تفوق 300% خلال الأسابيع الماضية.
كما وثّق الخبراء الأمميون انخفاضاً حاداً في كمية السعرات الحرارية المتاحة للفرد، ونقصاً مزمناً في البروتينات والفيتامينات الضرورية، محذرين من اقتراب القطاع من وضع “المجاعة الكاملة” ما لم يُسمح بمرور المساعدات فوراً ودون عراقيل. ويوصي التقرير بتسهيل وصول الوقود لتشغيل المخابز ومحطات تحلية المياه، وضمان ممرات إنسانية يومية آمنة لتسليم الأغذية والأدوية.
وتطالب الفاو وبرنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي بزيادة التمويل الفوري للبرامج الطارئة، وتخصيص موارد إضافية لدعم المزارعين والصيادين المحليين عبر تزويدهم بالبذور والأعلاف والإصلاحات العاجلة للأراضي ومراكب الصيد المتضررة.
“هذه الأزمة من صنع الإنسان بالكامل ويمكن عكس مسارها إذا التزم الجميع بتسهيل تدفق المساعدات وتجنيب المدنيين تبعات الصراع”، يضيف التقرير.
“آن الأوان لتحويل وعود التضامن إلى شحنات غذائية تصل الأُسر قبل فوات الأوان”، تقول الفاو وبرنامج الأغذية العالمي في ختام تقريرهما.
“ما نشهده في غزة ليس مجرّد نقص في الغذاء؛ إنه انهيار منظومة غذائية بأكملها تحت وطأة الحصار والعنف”، قال كو دونغيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. “يجب علينا العمل فوراً لحماية الأرواح والحفاظ على ما تبقى من قدرة السكان على إنتاج غذائهم”.
من جانبها شددت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، على أن “فتح ممرات إنسانية آمنة ودائمة هو الشرط الأول لدرء المجاعة. أي تأخير إضافي سيكلّف أرواحاً لا حصر لها”.
عن منظمة الأغذية## فاو وبرنامج الأغذية العالمي: 2.1 مليون فلسطيني في غزة يواجهون خطر المجاعة مع استمرار القيود على المساعدات الإنسانية
في تقرير مشترك صدر اليوم الاثنين، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي من بلوغ أزمة الجوع في قطاع غزة مستوىً حرجًا يهدّد حياة ما يقرب من 2.1 مليون شخص، مؤكّدَين إدراج القطاع ضمن “البؤر الساخنة المثيرة للقلق الشديد” في خريطة انعدام الأمن الغذائي العالمية.
مع استمرار الأعمال العسكرية والإغلاق شبه التام لمعابر الإمداد، تعرّضت سلاسل الإمداد الغذائي للتفكُّك، ونفدت المخزونات المحلية بسرعة. وأظهر التقرير أنّ أسعار السلع الأساسية ارتفعت بأكثر من 300% خلال الأسابيع الماضية، بينما انخفض متوسط السعرات الحرارية المتاحة للفرد إلى أقل من نصف الحد الأدنى الموصى به يوميًا. كما تسبّبت القيود في انهيار أنظمة الري وتدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ما أدى إلى فقدان آلاف المزارعين والصيادين لسبل عيشهم.
يوصي التقرير باتخاذ أربع خطوات عاجلة:
- فتح ممرات إنسانية يومية آمنة لدخول الغذاء والدواء والوقود.
- تمويل فوري لبرامج الإغاثة لتأمين حصص غذائية كافية ومتكاملة.
- دعم المزارعين والصيادين بالبذور والأعلاف وإصلاح الآلات والمراكب المتضررة.
- إنشاء آلية رقابة ميدانية لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأشد احتياجًا دون عوائق.
ويحذّر الخبراء من أنّ أي تأخير إضافي قد يقود إلى “مجاعة مكتملة الأركان” خلال أسابيع، مع عواقب بعيدة الأمد على الصحة العامة والاستقرار الإقليمي.
“إن ما نشهده في غزة ليس مجرد نقص في الغذاء؛ إنه انهيار منظومة غذائية بأكملها بسبب الحصار والعنف”، قال كو دونغيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. “يجب علينا التحرّك الآن لحماية الأرواح والحفاظ على ما تبقى من قدرة السكان على إنتاج غذائهم”.
من جانبها صرّحت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: “فتح ممرات إنسانية آمنة ودائمة هو الشرط الأول لدرء المجاعة. تضاعف الاحتياجات يوميًا وأي تأخير سيكلف أرواحًا لا حصر لها. العالم يملك القدرة على التدخل فورًا، وعليه أن يفعل ذلك”.
نبذة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)
تأسست الفاو عام 1945 وتعمل في أكثر من 130 دولة، وتهدف إلى القضاء على الجوع وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة. تقدّم المنظمة الدعم التقني، وتجمع البيانات، وتضع المعايير لمساعدة الحكومات والمجتمعات على بناء أنظمة غذائية أكثر قدرة على الصمود.
وشدد على أن حوالي 2.1 مليون فلسطيني في غزة معرضون لخطر المجاعة الشديد بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة، والنزوح الجماعي، والقيود الشديدة على المساعدات الإنسانية.
وأوضح أن النقص الحاد في الغذاء في غزة قد يصل إلى أعلى مستوياته في سبتمبر/ أيلول القادم.
وأشار المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، تشو دونغيو، الذي أُدرجت آراؤه في التقرير، إلى أن الجوع يُمثل حالة طوارئ لملايين الأشخاص حول العالم.
ودعا دونغيو إلى “اتخاذ إجراءات فورية وجماعية لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش”.
ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية وإغاثية كارثية جراء إغلاق إسرائيل المعابر منذ 2 مارس/ آذار الماضي، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعد جيشها من حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 184 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.