بيان من حزب غد الثورة: في أول أيام عيد الأضحى المبارك حول استمرار جرائم الاحتلال في غزة ولبنان

في الوقت الذي تتهيأ فيه شعوب الأمة الإسلامية لاستقبال عيد الأضحى المبارك، عيد الفداء والتضحية، تُصرّ آلة الاحتلال الإسرائيلي على أن تحوّل العيد في فلسطين ولبنان إلى مشهد جديد من الجراح والدماء، في تحدٍّ وقحٍ لكل القيم الإنسانية، ولأبسط مبادئ القانون الدولي.
ففي شمال قطاع غزة، ومع انبلاج صباح العيد، أجبر الاحتلال الإسرائيلي آلاف المواطنين على النزوح القسري من مناطقهم، تحت وقع القصف والجوع والدمار، مُوجّهًا أوامره عبر منشورات رقمية وتهديدات مباشرة لسكان بلوكات (608 و609 و615 و616)، بدعوتهم إلى مغادرة منازلهم نحو المجهول، في جريمة مستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، تتجاوز في فظاعتها كل توصيف.
وفي جنوب لبنان، لم يكن المشهد أقل بشاعة، إذ واصل العدو الإسرائيلي خروقاته للقرار الدولي 1701، متجاوزًا كل الخطوط الحمراء، عبر غارات طالت بلدة عين قانا، وأحياء سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، في رسالة لا تخطئها العين بأن الاحتلال ماضٍ في فرض “شريعة الغاب” على الأرض، متحصنًا بصمت دولي مخجل، وعجز أممي معيب.
إن حزب غد الثورة الليبرالي المصري، إذ يُدين بأشد العبارات هذه الانتهاكات الممنهجة التي ترتكب في وضح النهار، يُذكّر بأن النزوح القسري جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف، وأن القصف العشوائي لمناطق مدنية مأهولة يمثل خرقًا واضحًا لنصوص ومواثيق الشرعية الدولية، وفي مقدمتها:
المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة؛
القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن؛
مبادئ القانون الدولي الإنساني، والمواد الخاصة بحماية المدنيين وقت النزاع المسلح.
ويؤكد الحزب أن استمرار هذه الانتهاكات دون ردع دولي فاعل، يضع المجتمع الدولي ــ وتحديدًا الولايات المتحدة وفرنسا ــ في موضع الاتهام الأخلاقي والسياسي، كشركاء في الجريمة بالصمت والتواطؤ، وليس فقط بالإمداد العسكري.
وفي هذه الأيام المباركة، لا نملك إلا أن نترحّم على أرواح شهداء الأمة في غزة ولبنان وكل ساحات الشرف، مؤكدين أن تضحياتهم لا تذهب هدرًا، بل تتناقلها الأجيال وتخطّ بها خرائط الكرامة والتحرير.
لتكن أعيادنا، رغم الألم، أعراسًا للصمود والشهادة والانتصار…
ولنُعيد للعالم تذكيره بأن أمة تكرم شهداءها وتوفِّي لأبنائها، لا تموت.
رحم الله شهداءنا، وشفى جرحانا، وأفرج عن أسرانا،
وحرّر كل شبرٍ من أرضنا المحتلة.
وكل عام وأنتم أقرب للحرية والعدالة والسلام.
د. أيمن نور
رئيس حزب غد الثورة الليبرالي المصري
في 6 ذو الحجة 1446هـ – الموافق 6 يونيو 2025م