مقالات ورأى

وداعاً .. "عمي" "ابو الوليد" حلاق

انه خالد الحلاق (ابو وليد ) ابن الفاكهاني في الطريق الجديدة الذي اسس مع ثلة من ابناء المحلة “قوات فخر الدين”، التي كان الرئيس الشهيد ياسر عرفات يرى في مناضليها، جيرانه في الفاكهاني خير حماة امنيين له في اللحظات الصعبة

على مدى خمسين عاماً، بقينا مع ابو وليد نواجه المصاعب تلو المصاعب، والمخاطر تلو المخاطر، والازمات تلو الازمات، وكان ابو الوليد فارساً بين فرسان، ووطنياً بين وطنيين ، وعروبياً بين عروبيين، ومؤمناً بين مؤمنين ، ولكنه كان بالاضافة الى ذلك كله وفياً بين أوفياء، فلم يبعده عن درب النضال تهديد، ولا ابعده إغراء ، كان كالرمح مستقيماً بين اخوانه أبياً حراً بين رفاقه

حكاياتنا مع ابي الوليد لا تنتهي، في كل حكاية قصة نضال او عطاء وبذل لا يعرفه الاّ الرجال الرجال

وكما كان كأخوانه في تجمع اللجان والروابط الشعبية، وهو العضو المؤسس فيه، يلبي حاجة من يقصده من ضمن الامكانات المتوفرة بين يديه ، كان ايضاً يلبي دعوات وطنه لبنان ، وهو الحريص على وحدته بوجه كل مؤامرة تقسيم او فتنة انقسام أو تحريض طائفي أو مذهبي، كان عروبياً ناصرياً لم تغب افكار القائد الكبير عن باله، وكان فلسطيني الهوى لم يبعده عن فلسطين وثورتها لا تهديد ولا وعيد ولا اغراء

ولأن العروبة كانت حاجة لبنانية، ولبنان ضرورة عربية، كانت مشاركته مع اخواته واخواته عام 1992 في تأسيس المنتدى القومي العربي الذي بات احد اعضاء مجلس امنائه، كما كان مؤسساً في الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، زائراً للمطران هيلاريون كبوجي في روما بعد خروجه من السجن في اواسط سبعينيات القرن الفائت، كما كان متحمساً هذه الايام ليشارك مع خيرة أبناء هذا الوطن في تجهيز سفينة اغاثية الى اهل غزة باسم المطران كبوجي الذي كان رمزاً لوحدة الفلسطينيين والعرب واحرار العالم

ولا ينسى زوار مكتب رفيقك في وزارة الداخلية بشارة مرهج من لبنانيين وفلسطينيين وعرباً كيف كنت تستقبلهم بتكليف من الوزير بكل بشاشة وحرص على خدمتهم…لانك من مدرسة تؤمن ان خدمة الناس من خدمة الله.

صحيح أننا سنودعك جسداً بعد صلاة العصر غدا الاثنين الى رحاب الله من مسجد الخاشقجي في محلة قصقص الى مدافن الشهداء التي كنت تزور صبيحة كل عيد، لكن قصة نضالك في شوارع محلتك التي احببت وكنت خير مدافع عن اهلها وكرامتها باقية ترويها كل الازقة والحارات في محلة ” الطريق الجديدة” كما ان روحك الطيبة باقية في اهلك وشعبك ومدينتك طالما بقيت فينا روح لبنان وفلسطين والعروبة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى