حوادث وقضايا

كهربائى يُنهى حياة «طفل».. وشقيقته: «جالى وقالى قبل قتله جارنا بيحبنى قوى»

«مُشرَّحًا من تحت الرقبة حتى أسفل البطن، وعيناه ليستا مثبتتين فى مكانيهما».. هكذا عثرت أسرة الطفل «أحمد»، 15 سنة، على جثمانه، منظره أرعبهم لوهلة تصوروا أنه «ده مش ابننا»، غير أن نتيجة تحليل البصمة الوراثية حسمت الأمر لتعيش أمه وشقيقته الكبرى كابوسًا، بعدما علمتا أن المتهم جارهم «الكهربائى»، حيث استدرجه من محيط منزله فى شبرا الخيمة، وأنهى حياته.

منذ شهرين، و«طارق»، الشاب الثلاثينى، يُغرى «أحمد» بالأموال، وتحكى «شيماء»، شقيقة الطفل: «من كام يوم أعطاه 50 جنيهًا، وقال له العب بلايستيشن، وبعدها منحه 100 جنيه، وأخويا جه لنا فرحان، وقالنا إن جارنا بيحبه قوى، وبيتصور معاه».

لم يدرِ الصغير بما كان يُدبر له، مشى مع الكهربائى، وغاب 3 أيام دون أن يعرف أحد مكانه، لتراجع «شيماء» كاميرات المراقبة بالمنطقة؛ فتشاهد شقيقها و«طارق» وهو يدخل إلى إحدى الصيدليات، إذ دخلت تسأل العاملين فيها عن سبب قدوم جارهم، قالوا لها: «كان بيشترى بنج وقطن وشاش».

النوم كان يجافى عين أسرة «أحمد»، فى الشوارع يبحثون عنه، وفى المساجد ينادون عليه فى الميكروفونات، ويدلون بأوصافه للمارة، أعياهم البحث طويلًا، حتى وجد جارهم «طارق» ذلك، وأن سعيهم باتت الأهالى كلها تعرفه ويشاركونهم فيه، فحضر إليهم قائلًا: «خلاص أنا هدور لكم عليه، بس سيبوا لى الموضوع ده، ومحدش يتكلم فيكم مع حد».

حديث «طارق» مريب من وجهة نظر «شيماء»، حيث قالت لأسرتها: «لو يعرف حاجة كان قالها لنا على طول»، وما إن انتهت منها، حتى فوجئت بجارهم يباغتهم بالكارثة: «شدوا حيلكم» لتمسك فى ملابسه، وتسأله بعينين مملوءتين بالدموع: «نشد حيلنا فى مين؟»، ليرد: «أخوكى مقتول».

خُدعة أخرى مارسها الكهربائى مع أسرة الطفل حتى يفلت من بين أيديهم: «هنعرف مين اللى عمل فيه كده، وهنوصل له»، إذ كانت مالكة العقار محل سكنه قد اشتمت رائحة كريهة فى شقته، وفضحت أمره، فحضرت لأسرة صاحب الـ15 عامًا قائلةً: «ابنك اللى قتله (طارق)، ده مزقه وقطّعه خالص».

الشرطة مع فريق من النيابة العامة جاءوا إلى مسرح الجريمة، وشقيقة الطفل تلقى بنفسها على جثمانه: «ده حبيبى، مكانش بينام إلا فى حضنى، ده ابنى مش أخويا، ربيته على إيدى يوم بيوم»، وتذكر أنها رأت المجنى عليه عاريًا على سرير، وبطنه مفتوح، وبعض أعضائه متناثرة، وأخرى مختفية، ولم تجد عينيه، بخلاف أنه كان مذبوحًا.

أسرة «أحمد» بسيطة الحال يقطنون شقة بالطابق الأرضى مكونة من حجرة واحدة، والده بعد خروجه على المعاش بالبلدية، عمل فى حراسة العقارات، وأمه تسترزق من أى «شغلانة»، وشقيقاه (ولد وبنت)، أقصى أحلامهما أن يجدا «لقمة آخر اليوم».

على سريره، تنام أمه وصورة ابنها أمام عينيها لا تفارقها: «دفنتك يا أحمد تحت التراب وهتغيب عنى»، مرددةً كلماتها الحزينة: «ضنايا يتعمل فيه ليه كده، إحنا غلابة عمرنا ما عملنا حاجة وحشة فى حد، عايزة حقه»، وأمامها يجلس والده، يؤكد أنه لا يملك من أمره شيئًا، لا يملك أن يجلب محاميًا يتابع مجريات القضية ليعاونه فى إجراءات استرداد حقه بالقِصاص القانونى من المتهم بعد القبض عليه، مرددًا: «مخليها على ربنا، وكلى ثقة فى القضاء والعدالة».

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى