وزير الخارجية المصري يدعو إلى هدنة إنسانية في السودان تمهّد لعملية سياسية شاملة تحفظ وحدة البلاد

دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الخميس، إلى هدنة إنسانية شاملة في السودان تكون مدخلًا لعملية سياسية جامعة تمنع أي محاولات لتقسيم البلاد أو المساس بمؤسساتها الوطنية.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين تلقاهما عبد العاطي من مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسط، وتوم فليتشر وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بحالات الطوارئ.
تأكيد على وحدة السودان ورفض التقسيم
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي، إن عبد العاطي أكد خلال الاتصال مع بولس على الموقف المصري الثابت الداعم لوحدة السودان وسلامة أراضيه، ورفض القاهرة الكامل لأي مخططات لتقسيم البلاد أو فرض واقع جغرافي جديد بالقوة.
وأشار الوزير إلى ضرورة تنفيذ بيان الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، مصر، السعودية، الإمارات) الصادر في 12 سبتمبر الماضي، والذي دعا إلى هدنة إنسانية أولية لمدة ثلاثة أشهر لتمكين وصول المساعدات إلى المتضررين، تمهيدًا لوقف دائم لإطلاق النار.
تحذيرات من تفاقم الأزمة في دارفور
تأتي هذه الدعوات في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور في 26 أكتوبر الجاري، وارتكابها مجازر بحق مدنيين، بحسب تقارير مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من محاولات فرض تقسيم فعلي للبلاد بين الشرق والغرب.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت في يوليو الماضي تشكيل حكومة موازية، وأدى قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) اليمين رئيسًا لمجلس رئاسي مطلع سبتمبر، وهي خطوة لاقت رفضًا واسعًا من السلطات السودانية وأعضاء مجلس الأمن الدولي الذين اعتبروها تهديدًا لوحدة السودان.
تنسيق مصري أممي لتأمين المساعدات الإنسانية
وفي اتصال منفصل، بحث عبد العاطي مع المسؤول الأممي توم فليتشر سبل تعزيز الاستجابة الدولية للأزمة السودانية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الفئات الأكثر تضررًا.
وأكد الوزير أن مصر تواصل تقديم المساعدات عبر حدودها المشتركة مع السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجهات الدولية المعنية، لضمان وصول الإمدادات الإنسانية إلى المناطق الأكثر احتياجًا.
وأشار فليتشر إلى اعتزامه تقديم إحاطة لمجلس الأمن حول الانتهاكات الخطيرة التي تشهدها البلاد، في ظل استمرار المعارك في إقليم دارفور ومناطق أخرى.
الوضع الميداني في السودان
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” بسبب خلافات على المرحلة الانتقالية، قُتل عشرات الآلاف من المدنيين، ونزح نحو 13 مليون شخص في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.
وتسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على ولايات دارفور الخمس غرب البلاد، بينما يحتفظ الجيش السوداني بالسيطرة على معظم الولايات الثلاث عشرة الأخرى في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.
ويُشكل إقليم دارفور نحو 20% من مساحة السودان، إلا أن غالبية سكان البلاد البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة يعيشون في مناطق سيطرة الجيش.






