حوارات وتحقيقات

خبير سياسي لـ “أخبار الغد” يجري الآن تنفيذ صفقة القرن، والعالم غير صادق في دعوات التهدئة

خاص بموقع أخبار الغد –——

في حوار حصري مع نـزار حيدر

مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن حول الأحداث المشتعلة في المنطقة العربية ودور العراق في حل القضية الفلسطينية والصراعات الداخلية في دولة العراق .

كيف تري الأحداث الحالية في العالم وخصوصا في قطاع غزة؟

إن ما يجري في غزة من جرائم بشعة ترتكبها اسرائيل ضد اهلنا الفلسطينيين لهو صفحة سوداء في جبين البشرية التي وقفت تتفرج ولم تفعل شيئاً لانهاء المجازر.

لقد اثبتت ان العالم عديم الاخلاق وان مبادئ حقوق الانسان وحق تقرير المصير والديمقراطية وغيرها هي للاستهلاك فقط لتضليل الراي العام واستغفال الشعوب وتخدير الامم، اما الحقيقة فهي تجارة رخيصة يذبحون فيها الانسان الذي بات هو الضحية خاصة في بلداننا التي يسمونها بالعالم النامي.

ما هو رايك في الموقف العراقي الحكومي والشعبي تجاة القضية الفلسطينية؟

لا أبالغ اذا قلت بانه الاقرب إلى القيم الانسانية والدينية والقومية من كل المواقف الأخرى التي شاهدناها خلال الاشهر الثمانية الماضية.

فعلى الصعيد الديني كان لموقف المرجع الاعلى في النجف الاشرف الامام السيستاني قصب السبق في تحديد الموقف الشرعي مما يجري في غزة

وعلى الموقف الشعبي فلقد هب الشعب العراقي عن بكرة ابيه لتقديم يد العون والمساعدة لاهلنا في غزة بكل ما يجودون به من مساعدات، خاصة بالاستجابة التي ابداها الشعب بعد بيان السيد مقتدى الصدر والذي دعا فيه الى ايصال المساعدات الى غزة عن طريق الاردن.

أما على الصعيد الرسمي فلقد كان لخطاب رئيس مجلس الوزراء السيد السوداني في [مؤتمر السلام] المنعقد في القاهرة صدى واسعاً على المستوى القومي والوطني، والذي حدد فيه موقف العراق من القضية بشكل واضح لا لبس فيه.

كما ان قرارات الحكومة بارسال المساعدات والمشتقات النفطية لاهلنا في غزة تنبئ عن الموقف العميق للعراق تجاه القضية الفلسطينية.

كيف ترى الدعوات العربية والعالمية لتهدئة الأوضاع في غزة؟

للاسف الشديد فان العالم غير صادق بهذه الدعوات والقوم في السر غير القوم في العلن كما يقال.

انهم يتظاهرون بالحديث [الانساني] في الاعلام لكنهم يفعلون الشيء المختلف والنقيض في السر، انهم منافقون يحملون اكثر من وجه، والا كيف يريدون اقناع الراي العام بان العالم كله بمن فيه مجلس الامن الدولي عاجز عن ايقاف المجازر ومنع اسرائيل من الاستمرار في ارتكاب جرائمها على الرغم من استنكار الراي العام العالمي الشعبي لها والذي تجلى اخيراً في احتجاجات كبريات الجامعات الاميركية؟!.

لو اراد العالم لانهى الماساة ولوقف بجانب الانسانية التي تذبح في غزة امام مراى ومسمع المجتمع الدولي وكل مؤسساته!.

ما هو دور بايدن مؤخرا في القضية الفلسطينية؟

هو عراب كل ما يحصل في غزة، ويوم أمس خاطب طلاب الجامعات بقوله [لن اغير موقفي] بمعنى انه غير مكترث للراي العام المستنكر وهو غير مكترث للمآسي وللدماء والقتل والذبح والتدمير المنظم والمجازر وسياسة الارض المحروقة التي تمارسها اسرائيل في غزة.

هل صفقة القرن يتم تنفيذها الان؟

يبدو لي نعم، فمن المعروف فان الغرب يضع الخطط اليوم ويعمل على تنفيذها سنوات وربما عقود.

كيف ترى الموقف الخاص بكردستان تجاة القضية الفلسطينية؟

الاقليم جزء لا يتجزء من جمهورية العراق وهو ملتزم بالسياسات التي تخص مثل هذه الملفات الاستراتيجية.
وشعبنا في الاقليم معروف عنه مواقفه الانسانية والدينية النبيلة في نصرة القضية الفلسطينية.

ما هو رايك في إجتماع أبو الغيط الأمين العام لجامعة العربية مع رئيس حكومة كردستان الذي كان منذ اشهر هل هذا يؤكد ترابط الجامعة العربية مع كردستان ام لا؟

الاقليم لا يخفي سعيه الحثيث للحضور في كل المحافل الاقليمية والدولية.

والجامعة العربية مؤسسة اقليمية مهمة ما الضير في ان تنفتح على الاقليم؟!.

هل سوف نرى تحرك عربي شعبي تجاة نصرة القضية الفلسطينية؟

لقد راينا بالفعل مثل هذا التحرك لكن شعوبنا مغلوب على امرها ليس بامكانها فعل شيء اكبر من هذا يساهم في قلب المعادلة بالكامل لصالح القضية الفلسطينية.

للاسف الشديد فانها محكومة بنظام سياسي متخاذل ومستسلم يسعى للتطبيع مع اسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق شعوبنا العربية والاسلامية.

على الصعيد العراقي هل قام السوداني بحل مشاكل العراق داخليا وخارجيا؟

هو يسعى لتحقيق ذلك، والمشكلة ليس فيه وانما في طبيعة النظام السياسي القائم على اساس المكونات [دولة الكانتونات] و [دولة الطوائف] وان من طبيعة هذا النوع من النظم السياسية هي انها تفرخ الازمات والمشاكل ولا تحلها ولذلك تلاحظ ان ازمات العراق وعلى مختلف الاصعدة مستدامة لم يجدوا لها حلاً لان الحل بذاته مشكلة، خاصة بعد ان توافقت القوى السياسية على اعتماد التوافق السياسي على حساب الدستور والقانون.

حتى المحكمة الاتحادية يجرى غض النظر عن قراراتها.

ما هو رايك في الهيمنة الإيرانية المنطقة ككل؟

ايران دولة مهمة في المنطقة ومن حقها ان تحمي امنها القومي الذي يتعرض للتهديد منذ انتصار الثورة الاسلامية عام ١٩٧٩ ولحد الان.

ولذلك فهي تفعل كل ما تفعله دول المنطقة التي تسعى لتحقيق الحضور الفاعل لحماية امنها القومي واخص بالذكر تركيا والسعودية.

لو كانت دول المنطقة قد تفهمت وقتها التغيير الذي حصل في ايران، لكانت السياسات الايرانية ربما تغيرت بشكل اخر، الا ان تعاون دول المنطقة مع الولايات المتحدة خصوصاً والغرب بشكل عام لاجهاض التجربة الايرانية الجديدة هو الذي حرضها على التسلح بالانياب الى جانب الديبلوماسية لحماية نفسها.

وكلنا نتذكر جيدا كيف دعم الغرب ودول المنطقة نظام صدام حسين ليشن حربه ضدها والتي دامت [٨] سنوات عندما ظنوا بانها ستسقط التجربة وتنهي صداع الراس الذي تسببته لهم!.

فماذا كانت النتيجة؟! استاسد الطاغية ليغزو الجارة دولة الكويت ويورط داعميه وحماته بازمات بدات وقتها ولم تنته الى الان.

كل هذا بسبب سوء تقدير دول المنطقة وعجزها عن اتخاذ قراراتها المصيرية والاستراتيجية والحساسة بنفسها.

كيف ترى الضربة الإيرانية علي إسرائيل حقيقة أم مسرحية؟

بغض النظر عن النتائج، كما قال المرشد الايراني الاعلى، فانها كسرت طبيعة التعامل النمطي الذي تعودت عليه المنطقة في تعاملها مع الاعتداءات الاسرائيلية.

انها اثبتت بان ايران دولة قومية، كاي دولة قومية اخرى في هذا العالم، لا تساوم على حساب امنها القومي عندما يتعرض للخطر.

في نهاية توقعك التحليلي في هذه الأحداث؟

حسب تصوراتي فان المشروع الاسرائيلي الغربي فيما يخص القضية الفلسطينية يجري تنفيذه على قدم وساق، اكان بعنوان صفقة القرن او غيرها.

وللاسف الشديد فان النظام السياسي العربي عاجز عن فعل شيء امام الغطرسة الغربية، كما ان ما اسميه بدول المحور [روسيا والصين] هي الاخرى عاجزة عن فعل شيء، على الرغم من صوتها العالي الذي يصل احيانا الى حد الصراخ.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى