مصر

أحمد التايب يكتب: الصفقة المنتظرة بعد موافقة حماس على المقترح المصرى.. بين المناورات السياسية والدوافع الخفية

تجددت الآمال والتطلعات بعد موافقة حماس على المقترح المصرى بشأن التهدئة فى قطاع غزة، والذهاب إلى عقد صفقة بين الطرفين تهدف إلى وقف إطلاق النار،

وعودة النازحين، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، فى ظل جهود مكثفة من مصر وقطر، الأمر الذى أدخل الفرحة والبهجة لأكثر من 2 مليون فلسطينى يُعانون مأساة إنسانية كبيرة،

وأعاد الأمل بإنهاء العدوان الإسرائيلى على القطاع، لتتجه الأنظار إلى موقف الجانب الإسرائيلى بعد اتهامه للمقاومة الفلسطينية بالتعنت المستمر وتعطيل مسارات التفاوض.


أعتقد أن موافقة حماس على المقترح المصرى أجهض كل الاتهامات الإسرائيلية، وفتحت أبواب الأمل لعقد صفقة منتظرة، ووضعت إسرائيل أمام اختبار جديد،

خاصة أن قادة إسرائيل خلال الأيام الماضية اتهموا حماس بالتعنت ورفض أى تفاوض.

وظنى، أن نتنياهو سيعود إلى الخط الاستراتيجى الذى يتبعه منذ اندلاع الأزمة وهو المناورة الدائمة فى التفاوض لإطالة أمد الحرب والعدوان مع مواصلة القيام بعمليات عسكرية مُحددة ونوعية،

لأنه لا يمكن لنتنياهو ولا لقادة مجلسه الحربي أن يعودوا من منتصف الطريق دون أي إنجاز أو أى انتصار فى رفح الفلسطينينة

حيث ستتم المساءلة والمحاكمة، وأنهم يرون أن حال عدم تحقيق أهدافهم المعلنة يعنى ذلك انتصارا لحماس وهو ما يرفضونه جملة وتفصيلا.

إضافة إلى أن الخط الاستراتيجي لرئيس الوزراء نتنياهو دائما ما يُركز على استمرار الحرب

بهدف تحقيق مكاسب تكتيكية فى الميدان ومكاسب استراتيجية للمستقبل، وهو ما يكشفه العمل على تقطيع أواصل القطاع.

أما المناورة تكون بهدف النجاح فى الإفراج عن الرهائن، لنزع ورقة الأسرى من حماس،

وامتصاص غضب الداخل الإسرائيلى، والإيحاء بأنه مهتم بصفقة تبادل الأسرى لامتصاص غضب الرأى العام العالمى

وأنه يؤيد التفاوض والسلام وذلك فى إطار الخداع الاستراتيجى.

لذلك، يجب على الولايات المتحدة والغرب القيام بمسئولياتهم الأخلاقية تجاه المعاناة فى غزة بممارسة ضغط حقيقى على نتنياهو أولا، لأنه هو من يصر كل الإصرار على جر المنطقة لصراع مفتوح من أجل مصلحته الخاصة.

وعلى العالم أن يُدرك أن ما يجرى فى غزة وما تؤكده مناورات نتنياهو السياسية،

وإصراره على تنفيذ إبادة جماعية فى حق الفلسطينيين يؤكد أن الحرب أو العدوان على غزة لم تكن رد فعل على هجوم من المقاومة الفلسطينية

كما يدّعى – بل تحرك ممنهج يأتى فى إطار عملية سبق التخطيط لها لإعادة ترتيب المنطقة،

واحتلال غزة، وتنفيذ مخطط لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.

لذا، نستطيع القول: إن كل المؤشرات والدلائل تؤكد أن لنتنياهو دوافع خفية بشأن تحقيق حلمه ومخططه الخبيث،

وله حسابات سياسية تدفعه للهروب للأمام مستخدما كافة الأدوات السياسية والعسكرية ومتسلحا بدعم الولايات المتحدة والغرب، وهو ما يجب أن يدركه الفلسطينيون أولا ويعملون على مواجهته بمواصلة الصمود،

وبالتوحد والاصطفاف، وما يجب أن يُدركه أيضا العرب بالتكامل والتضامن واستخدام أوارق القوة التى لديهم، وما يجب أن يُدركه المجتمع الدولى بالقيام بمسئولياته،

وبالتخلى عن ازدواجية المعايير لأن ترك نتنياهو وحكومته المتطرفة يفعلون ما يشاءون سيؤدى قطعا إلى نشوب حرب إقليمية الكل سيدفع ثمنها وهو ما تحذره منه الدولة المصرية باستمرار.

المصدر اليوم السابع

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى