تقاريرحوارات وتحقيقات

جحيم الموت يحاصر عشوائيات المحروسة بين “حر الصيف وقطع الكهرباء وغلاء المعيشة” (فيديو)

خاص بموقع أخبار الغد –——

المناطق العشوائية في مصر يطلق عليها أحزمة الفقر, فالقاهرة علي سبيل المثال محاطة بـ76 منطقة عشوائية.

ففي الشمال تحتل العشوائيات مناطق( شبرا الخيمة, المطرية, وعين شمس) وفي الجنوب تحتل مناطق( دار السلام, البساتين, حلوان والتبين) وفي الوسط توجد في( الفسطاط وإسطبل عنتر) وفي الشرق( منشية ناصر والزبالين).

أقيمت كل هذه العشوائيات علي أراض زراعية عدا ما أقيم منها في شرق العاصمة فيما كان يسمي بصحراء العباسية, كما أن الحدود المشتركة بين محافظتي القاهرة والجيزة توجد فيها العشوائيات, وتتمركز بمناطق( بولاق الدكرور, والهرم وإمبابة)

موقع أخبار الغد استطلع أراء سكان العشوائيات في جمهورية مصر العربية الذين أكدوا علي أن يعيشون في موت حقيقي في ظل الأزمة المستمرة من قطع الكهرباء وعدم توفير سبل حياة كريمة كما وعدوا سابقا بتحويل هذه المناطق إلى أماكن متطورة كما حدث في مناطق عشوائية آخري في ظل الإهمال المستمر في كافة القطاعات الخاصة بكل المناطق العشوائية.

حيث صرحت الحاجة منيرة السيد ربة منزل وتعيش بمنطقة بولاق الدكرور أعيش مع زوجى وأبنائى الستة فى غرفة واحدة تبلغ مساحتها 4 أمتار تقريبا والحمام مشترك لكل المقيمين فى البيت، وندفع ٤٠٠ جنية إيجاراً شهرياً، وكان الإيجار من قبل ٢٠٠ جنية سابقا.

وهو ما يمثل عبئاً علينا، خاصة أن حالة المبنى صعبة جدا كما هو الوضع مع جميع مبانى المنطقة التى تنهار بشكل يومى، ومن خوفى من انهيار الغرفة أتمنى الانتقال إلى أى سكن حكومى بالسلام أو النهضة حتى لو كان ثمن ذلك هدم الغرفة بلا تعويضات مادية.

كما تعيش الحاجة أم مصطفي ربة منزل منذ عقدين، وتقول اضطررنا للعيش هنا منذ 20 عاما لانخفاض أسعار الإيجارات مقارنة بالمناطق الأخرى، وكانت حالة المنازل وقتها جيدة عكس الآن، حيث أصبحت مليئة بالشروخ جميعها حتى الغرفتين اللتين أعيش بهما مع زوجى وأبنائى

ويقول مصطفي حسين لموقع أخبار الغد أنه يسكن فى منطقة بولاق الدكرور الذي أتيت إليها منذ 30 عاماً، والآن أسكن غرفة مع أسرتى– 7 أفراد– بإيجار شهرى 50 جنيهاً، ومنذ سنوات نعانى من سوء المرافق حيث تتراكم القمامة بجانب برك مياه الصرف مما أصابنا بالأمراض الصدرية وأثر على حالة المنازل، خاصة أن أساساتها متهالكة.. وقد حاولنا كثيراً مع مسؤولى الحى لكن دون استجابة فعلية

وعلي الصعيد الآخر صرح عبد الرحمن عمران الكاتب والمحلل السياسي لموقع أخبار الغد إن عشوائيات مصر فى الأساس قضية تنمية بالدرجة الأولى ثم انتهازية سياسية من الحكومات السابقة..

لأن مصر محبوسة فى الوادى الضيق حول النيل وعندما خرجت منه انطلقت لمدن متاخمة له وليست على بعد كافٍ منه، وبالتالى ارتفعت أسعار الأراضى فى محافظات كالقاهرة، الإسكندرية وغيرهما.

عبد الرحمن عمران
الكاتب والمحلل السياسي لموقع أخبار الغد

فى حين أن التنمية لو كانت فى الصحراء لوفرت فرص عمل وأراضى شاسعة جديدة تستوعب هذا الشعب المتكدس..

أما بالنسبة للانتهازية السياسية فتأتى فى محاولة الحكومات تأمين نفسها، وذلك بما فعلته من تركيز الاستثمارات فى القاهرة وكبريات المحافظات مما يجعلها مناطق جذب، بينما يصبح الريف والصعيد من المناطق الطاردة وتحدث الهجرة الداخلية منهما للمحافظات المتمتعة بالاستثمارات ويفاجئون حينها بارتفاع أسعار العقارات والأراضى مما يدفعهم للاتجاه إلى أطراف المدن وسهول الجبال مثل الدويقة أو لأماكن متدهورة مثل الشرابية وإمبابة أو عشش الترجمان، لأنها رخيصة الأسعار وبالطبع السكن فيها غير إنسانى بالمرة.

ولكن ما قامت به الحكومة مؤخرا من تطوير المناطق العشوائية بالتدريج حيث وضعت الحكومة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، القضاء على ظاهرة العشوائيات والتخطيط غير المدروس للمدن، على رأس أولويات عملها في ملف الإسكان، بغية توفير حياة كريمة للمواطنين ورفع مستوى المعيشة وتوفير جميع الخدمات الأساسية.

ووفق استراتيجية شاملة تستهدف القضاء على المناطق العشوائية غير الآمنة، وضعت الحكومة المصرية أساسًا لخطط عمل موسعة، تستهدف في المقام الرئيسي تشييد مجتمعات عمرانية وسكنية جديدة ومتكاملة تتوافق مع مختلف الفئات وتتمتع بجميع الخدمات، بما يسهم في توفير سكن ملائم يليق بالمواطن.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى