مقالات ورأى

على درة يكتب: “مفاجآت حماس الفارقة”

كما فعلت حماس في السابع من أكتوبر وفاجأت العدو والصديق،

ونقلت القضية الفلسطينية إلى مركز الحدث في كل أنحاء العالم،

وحطمت أسطورة الاحتلال التي ظل يسوقها عشرات السنين،

فأظهرت أن هذا العدو مجرد كيان مغتصب يأخذ قوته من دعم أمريكي وغربي وتخاذل أنظمة عربية.

أظهرت حماس كل ذلك لمن كان له عقل واع ومتجرد.

وهاهي حماس تعود مرة أخرى للمفاجآت الفارقة، حيث أعلن ثلاثة من قادة الكيان الغاصب أن موافقة حماس على مقترح الوسطاء فاجأت دولة الكيان.

أولاً: أن ما فعلته حماس من مفاجأة يدل على دراسة جيدة جداً من قيادات الحركة المتخذة للقرار،

لعقلية قيادات الكيان المحتل، فهو دائماً يرى من حماس ما لا يتوقعه، حرباً وسلماً.

وهذا يعني أن صاحب القضية لابد أن يدرس جيداً عقلية من يواجهه، وأن يكون جاهزاً وسابقاً له بالخطوات التي تؤدي إلى قلب الأحداث إلى حيث لا يتوقع.

والمقاتل المنتصر في الميدان لا يكسب حرباً بدون مفاوض ماهر وذكي،

لا يخسر على طاولة المفاوضات مالم يخسره في الميدان.
ثانياً: لم يغب عن متخذ القرار في حماس الزخم العالمي الشعبي،

ومظاهرات الطلاب في أكبر جامعات العالم، وكيف أن هذا القرار سيزيل أي شبهة يروجها العدو من أن حماس لا تستجيب للمبادرات ولا تنظر لصالح شعبها.

فكان قرار حماس حاسماً في إظهار توجهاتها وأن بوصلتها دائماً هي مصلحة شعبها.
ثالثاً: تعامل السيد / إسماعيل هنية عند إعلان القرار يظهر أنه رجل دولة من الطراز المتميز، حيث تواصل مع الوسطاء ثم إلى الرئيس أردوغان ثم أمير قطر ثم العديد من زعماء الدول.

فالأمر ليس مجرد إعلان إعلامي فقط، ولكن تحرك دبلوماسي وتسويق عالمي لموقف حماس، جعل الكيان وداعميه وخاصة إسرائيل في الزاوية.

والخلاصة: أن صاحب القضية لابد أن يكون في الميدان شرساً قوياً من أجل قضيته،

ثم على مائدة التفاوض ماهراً وعاقلاً وذكياً، ثم في إعلان المواقف دبلوماسياً وسياسياً متميزاً ومسوقاً جيداً لموقفه وقضيته،

ويعرف جيداً متى يتخذ القرار ومتى يعلن وكيف يعلن.

وستكون الأيام القادمة مهمة جداً وحاسمة للقضية الفلسطينية بل ولخريطة المواقف العالمية.

وستظل حماس تعطى الدروس ولكن لمن أراد أن يفهم ويتعلم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى