مقالات وآراء

د.محمد عماد صابر يكتب: دلالة وجود 6 شهداء من القسام في مكان انتشال هدار جولدن

وجود هذا العدد من الشهداء في نقطة واحدة يرجّح أنها لم تكن مجرد نقطة دفن، بل موقع ميداني نشط، غالبًا ما احتضن عملية حماية هدف ثمين للغاية. هذا الهدف، وفق التقديرات، كان الضابط الإسرائيلي هدار غولدن، مما يعني أنه كان على قيد الحياة حتى وقت قريب.

التوقيت والمكان


إذا كان الشهداء سقطوا خلال العدوان الأخير، فإن ذلك ينفي الرواية الإسرائيلية التي تقول إن غولدن قُتل في عام 2014. بل يشير إلى أن كتائب القسام احتفظت به حيًّا طوال هذه السنوات، ما يفتح الباب لاحتمال أن يكون قد تُوفي– أو قُتل– فقط خلال العدوان الأخير، وربما خلال عملية تحرير أو تصعيد ميداني معين.

“الرسالة السياسية من تسريب القسام”
كتائب القسام، التي تُحكم إدارة ملف الأسرى بدرجة عالية من الانضباط الإعلامي، لا تُسرّب معلومة كهذه عبثًا. بل يُفهم من التسريب أنه ضربة معنوية موجّهة إلى نتنياهو:

  • أولًا: إحراجه أمام عائلة غولدن التي تطالب بمعرفة مصير ابنها.
  • ثانيًا: فضح المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي أعلنت موته رسميًا.

بُعد الرسالة


هذا التسريب في هذا التوقيت يوصل رسالة: “نحن نملك مفاجآت، وما تُعلنونه في تل أبيب ليس الحقيقة الكاملة”.

البعد الأخلاقي والديني عند الاحتلال


إسرائيل، مجتمع يؤمن بـ”استعادة كل جندي”، حتى لو كان مجرد رفاة. فكيف إذا تبيّن أنه كان حيًا؟ هذا سيُحدث زلزالًا أخلاقيًا داخل المنظومة العسكرية والحاخامية التي زكّت رواية مقتله دون دليل مادي قاطع.

الاستنتاج النهائي

  • ما كشفته القسام ليس مجرد خبر.. بل صفعة سياسية ومعنوية وعقائدية مركبة لحكومة الاحتلال، تم توقيتها بعناية، لتفتح جبهة ضغط جديدة في وقت لا يحتمل فيه نتنياهو مزيدًا من التصدّع الداخلي.
  • كل الدلالات تؤكد ذلك.. وخاصة أن الاحتلال كان يطالب بمعلومات من المقاومة عنه… ولكنها رفضت بحجة أنه ليس من أسرى 7 أكتوبر … وكأن المقاومة كانت تريد أن تحقق صفقة مستقلة للحصول على إنجازات أخرى … ولكن قدر الله وما شاء فعل.
المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى