خولة طه لـ”أخبار الغد”: إسرائيل تختلق ذرائع واهية للتوسع العسكري في الجنوب السوري

أكدت الدكتورة خولة طه، الباحثة السورية المتخصصة في الشأن السياسي، في تصريح خاص لـ”أخبار الغد”، أن إسرائيل تتعمد اختلاق ذرائع واهية للتدخل العسكري في الجنوب السوري، مستغلة حالة الفراغ الأمني وغياب التوازن العسكري في بعض المناطق الحدودية.
وأوضحت طه أن إسرائيل “تلجأ إلى تبريرات متكررة، تارة بوجود عناصر من حماس، وتارة أخرى من جماعات جهادية، أو بالتحجج بمخاوف أمنية”، مشيرة إلى أن الهدف الحقيقي من هذه التحركات هو “فرض وقائع جديدة على الأرض وخلق نقاط ارتكاز داخل المنطقة المنزوعة السلاح، تمهيدًا لتوسيع سيطرتها الجغرافية وتعزيز موقفها التفاوضي في حال دخول سوريا مستقبلاً في عملية تفاوض لاستعادة الجولان بعد المرحلة الانتقالية”.
وفي سياق متصل، وصفت طه الهجوم الإسرائيلي الأخير على بلدة بيت جن، والذي أسفر عن مقتل أحد الشبان واعتقال سبعة آخرين، بالإضافة إلى دخول قوات إسرائيلية تجاوزت 100 جندي بعمق 10 كيلومترات، بأنه “تصعيد خطير ورسالة واضحة مفادها أن إسرائيل لن تتسامح مع وجود دولة سورية قوية ذات سيادة، وأنها ماضية في بلطجتها العسكرية، حيث لا مكان للندية في مفهومها للسلام”.
وفي تعليقها على السياق التاريخي، أشارت طه إلى أن وزير الدفاع السوري الأسبق حافظ الأسد لعب دوراً محورياً في هزيمة 1967، متهمة إياه بإصدار بلاغ كاذب عن سقوط القنيطرة، ما تسبب بانهيار المعنويات على الجبهات، وتأخره في الدخول إلى المعركة لأكثر من 22 ساعة، ما ساهم في الهزيمة.
وأضافت أن “الاحتلال الإسرائيلي للجولان كان بمثابة الثمن الذي منح إسرائيل الثقة في دعم الأسد للوصول إلى السلطة عام 1970، حيث عزز من موقعه بتصفية خصومه داخل حزب البعث، وقدم نفسه دولياً كضامن للاستقرار من وجهة نظر إسرائيل”.
وتابعت: “في حرب أكتوبر 1973، ورغم التقدم السوري الميداني في الجبهة، فقد فشل الأسد في توفير غطاء جوي فعال، مما أدى إلى تراجع القوات السورية. وفي النهاية، اكتفى النظام بتحرير مدينة القنيطرة فقط، بينما بقيت أكثر من 150 قرية سورية تحت الاحتلال”.
وختمت طه بالقول: “اتفاق فصل القوات الذي وُقّع لاحقاً كرّس حالة الجمود على جبهة الجولان لأكثر من أربعة عقود، وضَمِن للأسد الاستمرار في الحكم، وتمرير السلطة لاحقاً لنجله بشار”.