ميدل إيست آي: بريطانيا تستأجر مقاولين أمريكيين للتجسس فوق غزة وترفض الكشف عن محتوى تسجيلات الطائرات

كشفت مصادر حديثة أن المملكة المتحدة استأجرت مقاولين أمريكيين لإجراء رحلات تجسس جوي فوق قطاع غزة، بسبب نقص في طائرات سلاح الجو الملكي. كما رفضت حكومة لندن الإفصاح عما إذا كانت هذه الطائرات رصدت غارات إسرائيلية استهدفت عوامل إغاثة بريطانيين.
الاستعانة بمقاولين أمريكيين
أفادت تقارير بأن وزارة الدفاع البريطانية لجأت إلى شركة أمريكية، مملوكة لشركة سييرا نيفادا (Sierra Nevada Corporation)، بعد إعادة نشر أو إخضاع طائرات برد جوية Shadow R1 للصيانة. المدفوعات تُباع عبر شركة Straight Flight Nevada Commercial Leasing LLC، وتم تشغيل الرحلات من قاعدة RAF Akrotiri في قبرص.
أُوكلت هذه المهام لجمع المخابرات، أبرزها تحديد مواقع الرهائن داخل غزة. لكن اعتماد الحكومة البريطانية على طائرات خاصة أضاء تساؤلات حول سيادة أجهزة الاستخبارات الوطنية وخطر استغلال البيانات لأهداف غير إنسانية The Times+3Vikipedi+3X (formerly Twitter)+3theguardian.com+6Middle East Monitor+6The Times+6.
رفض الإفصاح عن تسجيلات حوادث استهداف موظفين بريطانيين
قالت وكالة Middle East Eye إن الحكومة البريطانية رفضت تأكيد أو نفي ما إذا كانت طائرات التجسس سجلت غارات إسرائيلية استهدفت عمال إغاثة بريطانيين في غزة، رغم طلبات متكررة للحصول على هذه المعلومات Middle East Eye+1.
توسع رحلات المراقبة والتساؤلات القانونية
منذ ديسمبر 2023، نفذت سلاح الجو الملكي البريطاني (RAF) أكثر من **600 رحلة مراقبة» فوق غزة باستخدام طائرات Shadow وغيرها مثل Poseidon P‑8 وRivet Joint. الهدف المعلن هو جمع معلومات عن الرهائن المحتجزين. إلا أن نقادًا يرون أن هذه العمليات قد تنطوي على مشاركة غير مباشرة في الاستهداف العسكري Jerusalem Post+9theguardian.com+9Vikipedi+9.
وزارة الدفاع البريطانية تصر على أن المعلومات تُنقل فقط لغرض تحرير الرهائن، لكنها رفضت توضيح ما إن كانت تُستخدم لأغراض قتالية، مما أثار انتقادات من شخصيات مثل جريمي كوربين وهيلين ماجوير بشأن غياب الشفافية theguardian.com.
قبل أيام، تم الكشف عن أن طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي قامت بمئات الطلعات الجوية الاستطلاعية فوق غزة طوال الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر.
وبموجب قانون حرية المعلومات، قام موقع ميدل إيست آي بسؤال وزارة الدفاع البريطانية عما إذا كانت تحتفظ بمقاطع فيديو التقطتها طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني لهجومين إسرائيليين في غزة على مواطنين بريطانيين أو متطوعين يعملون في جمعيات خيرية بريطانية.
“إذا تم تنفيذ مئات الرحلات الجوية البريطانية فوق غزة، فماذا شهدتم؟ ما هي الجرائم التي شاهدتموها، إن وجدت؟ ففي عام واحد فقط، من ديسمبر عام 2023 إلى نوفمبر عام 2024، أجرت المملكة المتحدة 645 مهمة مراقبة واستطلاع، وهو ما يعادل رحلتين تقريباً يومياً” – شوكت آدم- نائب بريطاني مستقل
بحسب ميدل إيست آي، فقد رفضت وزارة الدفاع الكشف عن هذه المعلومات، متذرعة بإعفاءات تتعلق بالأمن القومي والدفاع.
يذكر أن إحدى الغارات الإسرائيلية التي سأل عنها موقع ميدل إيست آي كانت عن مقتل 8 متطوعين يعملون في مؤسسة الخير الخيرية البريطانية في مارس الماضي، أثناء قيامهم بنصب خيام للفلسطينيين النازحين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وفي وقت الهجوم، رفضت وزارة الخارجية البريطانية إدانة عملية القتل.
سأل موقع ميدل إيست آي وزارة الدفاع أيضاً عما إذا كان لديها لقطات التقطتها طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني لغارة إسرائيلية في تعود ليناير عام 2024 أصابت مجمعاً يضم أطباء يعملون في مؤسسة خيرية بريطانية، وذلك بعد شهر واحد فقط من إخبار الجيش الإسرائيلي لنظرائه البريطانيين بأن الموقع “خالٍ من الصراع”.
لقد كان المجمع الواقع في منطقة المواصي جنوب غزة يضم موظفين من منظمة المساعدات الطبية البريطانية للفلسطينيين (MAP) ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC) ومقرها الولايات المتحدة، والذين كانوا جزءاً من فريق طبي للطوارئ يعمل في مستشفى ناصر القريب، حيث أصيب 4 أطباء بريطانيين في المجمع بسبب ذلك الهجوم.
“ما هي الجرائم التي شاهدتموها إن وجدت؟” في السابق، أكدت وزارة الدفاع بأنها تمتلك معلومات جمعتها طائرات التجسس حول الهجمات الإسرائيلية، وتعرضت لانتقادات واسعة النطاق لعدم الكشف عنها.
في إبريل من هذا العام، انتقدت عائلة عامل الإغاثة البريطاني جيمس كيربي، الذي قُتل في غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار في إبريل عام 2024، الحكومة البريطانية لرفضها الكشف عن معلومات حول الهجوم جمعتها طائرة تجسس تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.
اكتفت وزارة الدفاع البريطانية بالتصريح لصحيفة التايمز بأن لديها لقطات من طائرة تجسس تابعة لسلاح الجو الملكي كانت تحلق فوق غزة في محاولة لتحديد مكان الأسرى الإسرائيليين في يوم الغارة.
“مصادر داخل وزارة الدفاع تشعر بالحيرة من قرار خصخصة مهام جمع المعلومات الاستخبارية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني لمساعدة إسرائيل، وتتساءل عن سبب عدم سحب الحكومة الدعم بعد ظهور صور للفلسطينيين الذين يتضورون جوعاً” – صحيفة التايمز
من جانبها، تساءلت عائلة كيربي عن سبب عدم السماح لهم بالاطلاع على ما تم تصويره، فقالت جاكي كيربي والدة كيربي: “أريد أن أعرف من الذي اتخذ هذا القرار بعدم نشره ولماذا لم يفعلوا ذلك؟”.
في مارس الماضي، تمت مناقشة قضية الطلعات الجوية في البرلمان حيث قام النواب باستجواب وزير القوات المسلحة أثناء رحلات المراقبة الجوية فسأله النائب المستقل شوكت آدم: “إذا تم تنفيذ مئات الرحلات الجوية البريطانية فوق غزة، فماذا شهدتم؟ ما هي الجرائم التي شاهدتموها، إن وجدت؟ ففي عام واحد فقط، من ديسمبر عام 2023 إلى نوفمبر عام 2024، أجرت المملكة المتحدة 645 مهمة مراقبة واستطلاع، وهو ما يعادل رحلتين تقريباً يومياً”.
لقد تبين أيضاً أن الجيش البريطاني قد بدأ في توظيف مقاولين أمريكيين للقيام بطلعات استطلاعية فوق غزة لصالح إسرائيل، فقد أفاد موقع Palestine Deep Dive في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن طائرة أمريكية تابعة لشركة Straight Flight Nevada Commercial Leasing LLC، وهي شركة أمريكية تابعة لشركة Sierra Nevada Corporation، حلقت لمدة 3 ساعات فوق خان يونس في 28 يوليو الماضي، وقد تأكد بأن الطائرة، المسجلة باسم N6147U، تم استخدامها نيابة عن الحكومة البريطانية.
لقد كان التعرف عليها ممكناً بسبب خطأ غير عادي، فلم تقم الطائرة بإيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها بشكل كامل، مما يعني أنه من الممكن تعقبها وهي تحلق فوق جنوب غزة.
في تصريحها لصحيفة فايننشال تايمز، أكدت مصادر وزارة الدفاع بأن الحكومة البريطانية دفعت لشركة مقرها نيفادا مقابل إجراء رحلات استطلاعية فوق غزة ونقل معلومات استخباراتية إلى إسرائيل، وزارة الدفاع على أن رحلات المراقبة الجوية فوق غزة تهدف إلى دعم “إنقاذ الرهائن”.
من جانبها، أكدت صحيفة التايمز بأن مصادر داخل وزارة الدفاع “تشعر بالحيرة من قرار خصخصة مهام جمع المعلومات الاستخبارية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني لمساعدة إسرائيل، وتتساءل عن سبب عدم سحب الحكومة الدعم بعد ظهور صور للفلسطينيين الذين يتضورون جوعاً”.
وقد ورد نقلاً عن مصدر عسكري رفيع المستوى: “بدلاً من إرسال رسالة إلى إسرائيل مفادها أننا لن نقوم بالمراقبة نيابةً عنكم، يسعدنا استئجار شركة أمريكية ودفع ثمنها”.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)