مراقبون: خطة نتنياهو لمستقبل غزة تعكس ارتباكًا سياسيًا وعسكريًا وتواجه مصير الفشل

اعتبر مراقبون سياسيون أن خطة رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لمستقبل قطاع غزة تكشف حالة من الارتباك والتشتت داخل أروقة الاحتلال، حيث تتداخل الانقسامات السياسية والعسكرية مع واقع ميداني معقد.
ضغوط داخلية ودولية ورؤية مثيرة للجدل
أوضح المراقبون أن الخطة جاءت وسط ضغوط داخلية وخارجية متزايدة، وتشمل إشراك قوات عربية حليفة لتولي مهام أمنية بهدف إزاحة حركة “حماس” عن الحكم.
لكنهم أشاروا إلى أن هذه الرؤية تواجه تحديات ميدانية وسياسية كبيرة، وتثير تساؤلات حول جدواها وإمكانية تحقيق أهدافها المعلنة، خاصة في ظل استمرار المقاومة الفلسطينية والرفض العربي والإقليمي الواسع.
غياب رؤية واضحة وتناقض بين الطموحات والواقع
المحلل السياسي حازم عياد أكد أن حالة التخبط التي يعيشها نتنياهو تعكس غياب رؤية واضحة للتعامل مع غزة، لافتًا إلى الانقسام الحاد بين أركان المؤسسة العسكرية والقطاع السياسي في دولة الاحتلال.
وأضاف أن هناك فجوة واسعة بين الطموحات المعلنة والقدرات العملية، ما يجعل الخطة أشبه بـ”سقوف مرتفعة يصعب الوصول إليها”، موضحًا أن جوهرها هو تعزيز مكانة نتنياهو لدى اليمين الإسرائيلي عبر إقصاء السلطة والمقاومة، وتبني سياسات تهجير للفلسطينيين وإقامة مستوطنات في شمال الضفة وجنوب غزة تمهيدًا لضم القطاع.
وأشار عياد إلى أن الخطة تحمل تناقضات عميقة ولا يتوقع لها النجاح، مرجحًا أن يكون مصيرها مشابهًا لـ”خطة الجنرالات” و”عملية عربات جدعون”، مؤكدًا أنها ستؤدي لمزيد من العزلة الدولية للاحتلال واستنزافه عسكريًا وسياسيًا، بل واستنزاف الولايات المتحدة وصورتها عالميًا.
انقسامات داخلية وتراجع الدعم الدولي
من جانبه، رأى الكاتب الفلسطيني ماجد الزبدة أن خطة نتنياهو تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط على حكومته لوضع رؤية واضحة لما بعد الحرب، لكنها تبدو مرتبكة وضبابية، خاصة في ظل الانقسام العميق داخل المجتمع الإسرائيلي وتضارب الرؤى بين الجيش والحكومة بشأن مستقبل الحرب.
وأشار الزبدة إلى أن تراجع الدعم الدولي وافتقاد الاحتلال لشرعية استمرار الحرب، مع انتشار صور المجاعة والكارثة الإنسانية في غزة، دفع جيش الاحتلال للمطالبة بمخرج من حالة الاستنزاف.
وأوضح أن مقترح نتنياهو يتضمن استقدام قوات عربية وتشكيل إدارة محلية لإزاحة حماس، دون ارتباط بالسلطة الفلسطينية، لكنه يفترض هزيمة المقاومة وقبول سكان غزة لهذه الرؤية، وهو ما وصفه بـ”غير الواقعي”.
الرفض العربي والمصير المحتوم
أكد الزبدة أن أي قوة عسكرية تدخل غزة دون تنسيق مع المقاومة ستُعتبر قوة معادية، مشددًا على أن الدول العربية لن تقبل بالدور الذي يرسمه نتنياهو بعيدًا عن رؤية سياسية تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، كما نصت المبادرة العربية للسلام.
واعتبر أن ما فشل الاحتلال في تحقيقه بالقوة والإبادة الجماعية خلال 22 شهرًا لن يتحقق في الأشهر المقبلة، لافتًا إلى أن الحل الواقعي يتمثل في إنهاء العدوان ورفع الحصار وتمكين الفلسطينيين من بناء مستقبلهم ضمن رؤية وطنية شاملة.
وختم بالتأكيد على أن محاولات فرض حلول أمنية لصالح الاحتلال ستبوء بالفشل كما فشلت الخطط الإسرائيلية السابقة، ومنها “عربات جدعون” و”خطة الجنرالات”.