الجيش السوري يفرض سيطرته على الساحل بعد هجمات ضد قوات الأمن

أعلنت وزارة الدفاع السورية، الجمعة، أن قواتها استعادت السيطرة على المناطق التي شهدت هجمات ضد القوات الأمنية في الساحل السوري، مشيرة إلى أنها نفذت عمليات تطويق محكمة أدت إلى تضييق الخناق على من تبقى من المسلحين.
وأكدت الوزارة، في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية “سانا”، أن القوات المسلحة تحقق تقدماً ميدانياً سريعاً في اللاذقية وطرطوس، وأن العمليات العسكرية مستمرة لتأمين كامل المنطقة.
تصعيد أمني في الساحل وفرض حظر تجول
في سياق متصل، أفادت مصادر أمنية أن حشوداً شعبية غير منظمة تحركت نحو منطقة الساحل السوري عقب مقتل عناصر أمنية في اشتباكات مع فلول النظام السابق.
وأكدت وزارة الداخلية السورية أن هناك بعض الانتهاكات الفردية من هذه الحشود، وأن السلطات تعمل على ضبط الوضع.
من جهتها، فرضت السلطات حظر تجول في مدينتي اللاذقية وطرطوس، والذي يستمر حتى صباح السبت، في ظل استمرار العمليات الأمنية لتعقب المسلحين المتحصنين في المناطق الجبلية.
وبحسب مصادر أمنية، فإن الاشتباكات بدأت بعد تعرض دوريات أمنية وكمائن عسكرية لهجمات مدروسة ومنسقة، أبرزها كان في قرية بيت عانا بريف اللاذقية.
وأسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 70 شخصاً من قوات الأمن السوري، إضافة إلى 52 مدنياً من أبناء الطائفة العلوية قُتلوا في قرية المختارية ومناطق أخرى.
تعزيزات عسكرية وعمليات تمشيط
مع تصاعد الهجمات، دفع الجيش السوري بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الساحل، واستخدم طائرات مسيرة “الشاهين” لتعقب المسلحين في المناطق الجبلية بريف اللاذقية.
وأكد رئيس جهاز الاستخبارات السورية، أنس خطاب، أن الهجمات الأخيرة خططت لها قيادات عسكرية وأمنية سابقة من النظام البائد، بدعم من شخصيات فارة خارج البلاد، بهدف زعزعة الاستقرار وضرب “الوجه الجديد لسوريا”.
ردود فعل دولية وتحذيرات من الفوضى
على المستوى الدولي، أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بياناً حملت فيه الحكومة السورية مسؤولية التصعيد، معتبرة أن السلطات في دمشق لم تدرك حساسية الوضع السوري وتنوع مكوناته.
ودعت الإدارة إلى وقف التصعيد واللجوء إلى الحوار الوطني بدلاً من الانجرار إلى حرب أهلية جديدة.
في سياق متصل، أعربت دول الجوار عن قلقها من تداعيات الأحداث في سوريا:
- الأردن أدان ما وصفه بـ “محاولات دفع سوريا نحو الفوضى والفتنة”، وحذر من تهديد الاستقرار الإقليمي.
- تركيا حذرت من “استفزازات قد تهدد السلام”، داعية إلى ضبط النفس ووقف التصعيد العسكري.
بينما تستمر العمليات الأمنية في الساحل، يواجه النظام السوري الجديد تحدياً أمنياً خطيراً من فلول النظام السابق، وسط مخاوف من دخول البلاد في موجة جديدة من عدم الاستقرار.