صراع في القمة: وزير الدفاع الإسرائيلي يدعم رئيس الأركان ضد هجوم نجل نتنياهو وسط خلافات حول احتلال غزة

في تصاعد جديد للتوتر داخل القيادة الإسرائيلية، أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الأربعاء، دعمه العلني لرئيس الأركان إيال زامير، عقب هجوم لاذع شنه عليه يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، متهما إياه بـ”قيادة تمرد عسكري”.
يأتي هذا في وقت تتصاعد فيه الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، وهي خطوة يعارضها زامير بشدة، محذرا من أنها “فخ استراتيجي” قد ينهك الجيش ويعرض حياة الأسرى للخطر.
دعم مباشر من وزير الدفاع
وقال كاتس، عبر منصة “إكس”، إن زامير يقود الجيش بسياسة “هجومية وقوية”، وأكد: “من حق رئيس الأركان وواجبه التعبير عن موقفه”، مضيفا أن الجيش سينفذ ما يُتفق عليه في القيادة السياسية “بكل حزم”.
كما أكد كاتس أنه هو من رشح زامير لمنصب رئيس الأركان، وأن نتنياهو وافق على ذلك، ردا على اتهامات يائير نتنياهو بأن زامير تم تعيينه رغم اعتراضات.
خلافات حادة داخل الحكومة
بحسب القناة 13 الإسرائيلية، وقعت مشادات توترت فيها الأجواء بين نتنياهو وزامير مساء الثلاثاء، حيث حذر الأخير من أن إعادة احتلال غزة قد تؤدي إلى “كارثة عسكرية وسياسية”، مضيفا: “لا أملك سوى رصاصة واحدة في فمي”، في تلميح إلى احتمال استقالته إذا تم فرض الخطة عليه.
ومن المقرر أن يناقش المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت”، يوم الخميس، خطة نتنياهو لاحتلال مدينة غزة والمعسكرات الوسطى، وسط استمرار الانقسام حول جدوى هذه الخطوة.
التباين في الرؤية: ضغط لا اجتياح
في المقابل، يطرح زامير خطة عسكرية بديلة تقوم على “تطويق” محاور معينة في غزة، للضغط على حركة حماس ودفعها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، دون التورط في احتلال شامل يعيد إسرائيل إلى المأزق الأمني الذي انسحبت منه عام 2005.
وتقدر تل أبيب وجود نحو 50 أسيرًا لديها في غزة، بينهم 20 أحياء، بينما تؤكد حركة حماس أنها مستعدة للإفراج عنهم “دفعة واحدة” مقابل إنهاء الحرب والانسحاب من القطاع والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
حسابات سياسية معقدة
في ظل هذه التطورات، يواجه نتنياهو انتقادات داخلية متصاعدة، إذ أظهر استطلاع رأي أن 52% من الإسرائيليين يحمّلون حكومته المسؤولية عن فشل الوصول إلى صفقة تبادل مع حماس.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى رئيس الوزراء بمحاولة كسب الوقت للحفاظ على بقائه في السلطة، خاصة مع تهديدات من حلفائه المتطرفين بالانسحاب من الحكومة إذا أوقف الحرب أو أبرم صفقة شاملة.
عزلة دولية واتهامات جنائية
يخضع نتنياهو لمحاكمة داخلية في قضايا فساد، كما تطالب المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، حيث قُتل أكثر من 211 ألف فلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023، معظمهم من النساء والأطفال، وسط مجاعة ودمار غير مسبوق.
وتواصل إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية، إضافة إلى أراضٍ في سوريا ولبنان، متجاهلة قرارات الشرعية الدولية التي تدعو لانسحابها الكامل وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.