مقالات دولية: دعوات متصاعدة لفرض عقوبات ووقف التعاون الأمني مع إسرائيل بسبب حرب غزة
تزايدت في الآونة الأخيرة المقالات والتحليلات في الصحف والمواقع الدولية التي تطالب بفرض عقوبات جدية على إسرائيل ووقف كل أشكال التعاون الأمني معها، في ظل ما تصفه تلك المقالات بـ”الإبادة الجماعية” التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في غزة وقتلها المتواصل للصحفيين.
ففي موقع “ذا هيل” الأميركي، كتب بيلي أولبريخت وألين وينر مقالا مشتركا دعوا فيه الدول الحليفة إلى وقف أي تعاون أمني مع إسرائيل، معتبرين أن استمرار هذه الشراكات يمنحها أدوات إضافية لاستخدام القوة المفرطة ضد سكان القطاع.
أما صحيفة “التايمز” البريطانية، فقد نشر الكاتب ماثيو باريس مقالا رأى فيه أنه لا يمكن الحديث عن أمل في غزة في ظل حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشددا على ضرورة أن يفرض الحلفاء عقوبات حقيقية على إسرائيل، معتبرا أن حكومة نتنياهو شوهت سمعة بلاده ودَفعتها نحو التحول إلى دولة منبوذة.
بدورها، شككت صحيفة “الغارديان” البريطانية في جدية التحقيقات التي تعهد الجيش الإسرائيلي بفتحها عقب قصف مجمع ناصر الطبي في خان يونس وقتل خمسة صحفيين وآخرين فيه، لافتة إلى أن التحقيقات الإسرائيلية في جرائم مماثلة غالبا ما تُغلق دون نتيجة، مستشهدة بعدم اكتمال التحقيق حتى اليوم في مقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة عام 2022، فضلا عن تقرير حديث أشار إلى أن 88 بالمئة من التحقيقات الإسرائيلية المتعلقة بجرائم الحرب في غزة أُغلقت أو تُركت دون حل.
وفي داخل إسرائيل، كتب يديديا شتيرن في صحيفة “يديعوت أحرونوت” مقالا اعتبر فيه أن إنهاء حرب غزة هو الخيار الإستراتيجي الوحيد لإسرائيل، مشددا على أن أي تقييم موضوعي سيقود بالضرورة إلى هذه النتيجة إذا ما تم تحييد الاعتبارات السياسية الضيقة.
ووصف شتيرن ما يروَّج له من أفكار مثل “الهجرة الطوعية للفلسطينيين” أو “إعادة توطين اليهود في غزة” بأنها مجرد أوهام منفصلة عن الواقع.
ومن جانبها، رأت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن قرار حكومة نتنياهو الأخير بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية يكشف إلى أي مدى ذهبت الحكومة المتطرفة في تحدي المعايير الدولية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل دانيال شابيرو قوله إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يفرض كلمته على الحكومة، بينما يقف نتنياهو عاجزا عن مواجهته، في وقت لا يبدي فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أي رغبة في معارضة هذا النهج.
هذه المواقف مجتمعة تعكس اتجاهاً متنامياً في الخطاب الدولي نحو المطالبة بعزل إسرائيل، وربط استمرار حربها على غزة ليس فقط بجرائم ميدانية ضد الفلسطينيين، بل أيضاً بتآكل مكانتها بين حلفائها الغربيين.


