مروان البرغوثي.. “مانديلا فلسطين” يعود إلى الواجهة مع تصاعد الحديث عن مرحلة ما بعد محمود عباس
بين جدران السجون الإسرائيلية، يواصل القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي حضوره الطاغي في المشهد السياسي رغم غيابه القسري منذ أكثر من عشرين عامًا، ليبقى اسمه أحد أكثر الرموز تأثيرًا في الساحة الفلسطينية، خصوصًا مع تصاعد الحديث عن مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس.
إجماع فصائلي وشعبي حول رمزية البرغوثي
يحظى البرغوثي بإجماع نادر بين مختلف الفصائل الفلسطينية، إذ يُنظر إليه على أنه رمز وطني يجمع بين الشرعية النضالية والتوافق الشعبي، ما يجعله مرشحًا طبيعيًا لتولي دور قيادي في أي ترتيبات سياسية مقبلة.
ويصفه مراقبون بأنه “مانديلا فلسطين” بالنظر إلى صموده داخل السجون الإسرائيلية منذ اعتقاله عام 2002.
تحركات عربية ودولية للإفراج عنه
في الأسابيع الأخيرة، تزايدت الدعوات العربية والدولية للإفراج عن البرغوثي، في ظل جهود إقليمية تقودها مصر وجنوب إفريقيا والنرويج لإحياء المسار السياسي الفلسطيني، وتوحيد الصف استعدادًا لمرحلة إعادة الإعمار في غزة وما بعدها.
ويرى محللون أن ملف البرغوثي قد يتحول إلى ورقة سياسية مركزية في أي اتفاق شامل يربط بين التسوية الإنسانية في غزة والتسوية السياسية الكبرى للقضية الفلسطينية، لا سيما بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة شرم الشيخ للسلام، التي أكد فيها ضرورة “تمكين القيادة الفلسطينية من إعادة ترتيب بيتها الداخلي”.
تصريحات ترامب تعيد الأمل
وأعادت تصريحات ترامب الأخيرة حول إمكانية الإفراج عن البرغوثي آمال الشارع الفلسطيني، إذ قال محمد البرغوثي، ابن عم مروان، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، إنه “واثق بنسبة 80%” من أن الإفراج عنه بات قريبًا، مشيرًا إلى أن “رمزية مروان قادرة على توحيد الفلسطينيين في لحظة انقسام حاد”.
بدورها، حركة حماس وضعت اسم البرغوثي في مقدمة قائمة تضم سبعة أسرى بارزين طالبت بالإفراج عنهم مقابل 20 رهينة إسرائيلية تحتجزهم في غزة، غير أن تل أبيب رفضت إدراجه ضمن الصفقة.
البرغوثي وإدارة غزة.. سيناريو يلوّح به ترامب
وفي مقابلة مع مجلة تايم الأمريكية، كشف ترامب أنه يفكر في مطالبة إسرائيل بالإفراج عن البرغوثي ليتولى قيادة الإدارة المدنية في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وإطلاق عملية إعادة الإعمار.
وبحسب استطلاعات الرأي الفلسطينية المتكررة، يُعد مروان البرغوثي السياسي الأكثر شعبية بفارق كبير عن بقية المرشحين، والأقرب لقيادة مرحلة جديدة في حال الإفراج عنه، رغم الرفض الإسرائيلي القاطع لذلك حتى الآن.
ملامح مرحلة جديدة
في ظل الجمود السياسي وغياب البدائل القادرة على توحيد الفلسطينيين، يبدو أن العودة المحتملة لمروان البرغوثي إلى المشهد قد تشكل نقطة تحول تاريخية في مستقبل القيادة الفلسطينية، وتفتح الباب أمام مرحلة تجديد شاملة للمؤسسات السياسية وتوازن القوى بين الفصائل.




