رئيس الوزراء السوداني يعلن خطة طارئة لإجلاء الرعايا من إيران عقب الهجوم الإسرائيلي

أصدر دولة رئيس الوزراء السوداني، د. كامل إدريس، توجيهات مباشرة لسفارة السودان في طهران للشروع الفوري في إجلاء جميع الرعايا السودانيين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
خلال اتصال هاتفي مع سعادة السفير السوداني لدى إيران، عبد العزيز حسن صالح، اطمأن رئيس الوزراء على سلامة أعضاء البعثة الدبلوماسية والجالية السودانية، ووجّه باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتأمين عودتهم إلى أرض الوطن بالتنسيق مع الجهات الإيرانية والدولية المختصة. تأتي هذه الخطوة عقب الهجوم الجوي الواسع الذي شنّته إسرائيل فجر الجمعة على أهداف متعددة داخل إيران، بدعم غير معلن من الولايات المتحدة، واستهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقيادات عسكرية بارزة.
تنص الخطة الحكومية على إنشاء غرفة عمليات مشتركة تضم وزارة الخارجية، وسلطات الطيران المدني، وجهاز تنظيم شؤون السودانيين في الخارج، إضافةً إلى سفارات السودان في الدول المجاورة لإيران، لتأمين ممرات خروج آمنة وتنسيق رحلات جوية مباشرة أو عبر دول وسيطة عند الضرورة. كما سيتم توفير خطوط ساخنة على مدار الساعة لتلقي اتصالات واستفسارات المواطنين وتحديث ذويهم داخل السودان أولاً بأول.
ومن المنتظر أن تبدأ المرحلة الأولى بعملية حصر دقيقة لأعداد السودانيين المقيمين في إيران ومواقعهم، يليها إصدار وثائق سفر مؤقتة للذين فقدوا أوراقهم الرسمية، ثم ترتيب جداول الإقلاع وفقاً للأولويات الإنسانية والصحية. كما كلفت رئاسة مجلس الوزراء وزارة المالية بتخصيص موازنة طارئة لتغطية تكاليف الإجلاء والإيواء المؤقت.
تراقب حكومة السودان عن كثب تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة، مؤكدةً التزامها الراسخ بحماية مواطنيها في الخارج واتخاذ ما يلزم لضمان سلامتهم وسلامة بعثاتها الدبلوماسية.
اقتباسات ذات صلة
د. كامل إدريس، رئيس الوزراء السوداني:
«سلامة المواطن السوداني أينما كان تظل أولوية قصوى. وجّهنا سفارتنا في طهران بالتحرك العاجل لضمان عودة آمنة لجميع الرعايا، وسنستخدم كل الوسائل الدبلوماسية واللوجستية المتاحة لتحقيق ذلك».
عبد العزيز حسن صالح، سفير السودان لدى إيران:
«باشرنا بالفعل التواصل مع الجالية وتحديد نقاط التجمع تمهيداً لإجلائهم. نتعاون مع السلطات الإيرانية وجهات دولية لتسهيل النقل وتأمين ممرات الخروج».
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم “استباقي” وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية “غير المسبوقة” تهدف إلى “ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى”.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى الآن ستة، ما أدى – بحسب وسائل إعلام عبرية – إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة 201 آخرين بجروح متفاوتة، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من “حرب الظل” التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.