جدل واسع إثر تصريحات ترامب وبيان الرئاسة الفلسطينية بشأن “الإعدامات الميدانية” في غزة

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالإضافة إلى البيان الصادر عن الرئاسة الفلسطينية، جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، إثر حديث ترامب عن قيام حركة حماس بإعدام ما وصفها بـ“عصابات سيئة” في قطاع غزة، فيما أدانت السلطة الفلسطينية بشدة ما سمّته “عمليات إعدام ميدانية” خارج القانون.
تصريحات ترامب: بين القبول والتبرير
خلال اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، رد ترامب على سؤال بشأن ما إذا كانت حماس أعدمت عملاء لإسرائيل، قائلاً:
“لقد أخرجوا اثنتين من العصابات التي كانت سيئة للغاية… لقد أخرجوهم وقتلوا عددًا من أعضاء العصابة. لم يزعجني ذلك كثيرًا، لأكون صادقًا معك. لا بأس بذلك. اثنتان من العصابات السيئة جدًا.”
هذا التصريح مثّل موقفًا علنيًا يُظهر قبولًا ضمنيًا لهذه العمليات، وأثار تساؤلات بشأن الموقف الأميركي من ممارسات “العدالة الميدانية” في النزاعات المسلحة.
بيان الرئاسة الفلسطينية: إدانة صريحة للإعدامات
من جهتها، أصدرت الرئاسة الفلسطينية، عبر وكالة وفا، بيانًا شديد اللهجة تدين فيه “ما أقدمت عليه حركة حماس […] من عمليات إعدام ميدانية استهدفت عشرات المواطنين في قطاع غزة خارج نطاق القانون ودون أي محاكمات عادلة”.
ووصف البيان هذه الممارسات بـ”الجرائم البشعة المرفوضة تحت أي مبرر”، مشدداً على أنها “تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وتعديًا خطيراً على مبدأ سيادة القانون”.
تباين المواقف وردود الفعل الشعبية
التباين الواضح بين قبول ترامب الضمني للعمليات وإدانة السلطة الفلسطينية دفع ناشطين للتفاعل بشكل واسع على وسائل التواصل.
بعض المغردين رأى أن تصريح ترامب يكشف ازدواجية الغرب في التعامل مع المقاومة الفلسطينية، معتبرين أن ما فعله هو “اعتراف ضمني بشرعية القضاء على الخونة والمتعاونين”.
في المقابل، اعتبر آخرون أن موقف السلطة يعكس “رغبة في تأكيد سيادتها القانونية والسياسية في وقت تفقد فيه السيطرة على غزة”.
كما ذهب محللون إلى أن مديح ترامب لحماس لا يعني تعاطفًا معها، بل يعكس إعجابه بأسلوب “فرض النظام بالقوة” الذي يتبناه في رؤيته للسياسة الداخلية.