مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق يحذر: احتلال غزة “يُجهز على الأسرى ويُدخلنا في فخ استراتيجي”

حذر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق إيال حولتا، الأربعاء، من أن قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإعادة احتلال قطاع غزة قد يُدخل إسرائيل في “عملية تخبط عميقة” تستمر طويلًا، ويقضي على أي فرصة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين أحياء.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن حولتا صرّح قائلًا:

“سوف تقضي هذه الخطة على فرصة إعادة المختطفين أحياء، ولست متأكدا من أننا سنحقق هدفنا في تركيع حماس”.

“الكابينت” يناقش القرار وسط انقسام حاد

وتأتي تصريحات حولتا عشية اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابينت” المقرر عقده الخميس، لمناقشة خطة احتلال غزة، والتي يواجهها معارضة من رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الذي وصفها بـ”الفخ الاستراتيجي“.

وكان نتنياهو قد اتخذ، الثلاثاء، قرارًا بالمضي نحو احتلال غزة بالكامل خلال اجتماع مغلق مع وزراء ومسؤولين أمنيين، بحسب المصدر ذاته.

ويُقدّر أن 50 أسيرًا إسرائيليًا لا يزالون في غزة، بينهم 20 أحياء، بينما يُحتجز في سجون الاحتلال أكثر من 10,800 أسير فلسطيني، يعانون ظروفًا قاسية تشمل التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، وفق تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.

الجيش يعارض الخطة ويدعو لـ”تطويق متعدد المحاور”

تشير مصادر عبرية إلى تصاعد الانقسامات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إذ يصر نتنياهو على خطة إعادة احتلال غزة، بما في ذلك المناطق التي يُعتقد بوجود الأسرى فيها، في حين يقترح رئيس الأركان خطة “تطويق” شاملة تضغط عسكريًا على حركة “حماس” دون الدخول إلى عمق القطاع.

وأكد زامير، الأربعاء، أن خطة نتنياهو ستُنهك الجيش لسنوات، وستعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين لخطر كبير، واصفًا إياها بـ”الفخ الاستراتيجي”.

حماس عرضت صفقة شاملة وإسرائيل انسحبت

وكانت إسرائيل قد انسحبت، في 24 يوليو/ تموز الماضي، من مفاوضات غير مباشرة مع حماس في العاصمة القطرية الدوحة، إثر رفضها التفاهمات المتعلقة بـوقف إطلاق النار والانسحاب من غزة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

وأعلنت حركة حماس مرارًا استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء الحرب، وانسحاب جيش الاحتلال، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

نتنياهو “يريد استمرار الحرب” والمعارضة تُحمّله المسؤولية

وتُحمّل 52% من الإسرائيليين حكومة نتنياهو المسؤولية كاملة أو جزئية عن فشل التوصل إلى اتفاق مع حماس، بحسب استطلاع أجراه معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ونُشرت نتائجه الأحد.

وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى أن نتنياهو يسعى لإبرام صفقات جزئية فقط تسمح باستمرار الحرب، خشية تفكك حكومته اليمينية المتطرفة في حال قبول اتفاق شامل.

اتهامات داخلية ودولية تلاحق نتنياهو

في الداخل، يُحاكم نتنياهو في قضايا فساد قد تُسفر عن سجنه حال إدانته. وفي الخارج، تُطالب المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

حرب الإبادة في غزة تتواصل

منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل – بدعم أمريكي – حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، رغم النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وحتى اليوم، أسفرت هذه الحرب عن استشهاد 61,158 فلسطينيًا وإصابة 151,442 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9,000 مفقود، ومجاعة أودت بحياة العديد من المدنيين.