تصاعد التحذيرات في لبنان: حزب الله يرفض نزع السلاح ويحذر من فتنة داخلية

حذر “حزب الله” اللبناني من احتمال تحوّل ملف نزع السلاح إلى أزمة داخلية خطيرة، محذرًا من أن تحويل المشكلة من مواجهة مع إسرائيل إلى خلاف لبناني داخلي قد يعرّض البلد لـ”مخاطر سيادية كبرى”، وذلك في ظل دعوات رسمية لسحب سلاح جميع القوى المسلحة في البلاد، بما فيها الحزب.
النائب علي فياض: لا للتفريط بمصالح لبنان
جاء هذا التحذير على لسان النائب عن “حزب الله” علي فياض، في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء في بيروت عقب لقائه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، حيث قال:
“تماسك الموقف اللبناني تجاه إلزام إسرائيل بالانسحاب ووقف اعتداءاتها وتحرير الأسرى هو مدخل لاستراتيجية الخروج من الأزمة”.
وأكد فياض على “صعوبة الظرف الذي يمر به لبنان”، مشددًا على ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية وعدم التفريط بالمصالح السيادية، مضيفًا أن الخطر لا يهدد طائفة أو منطقة فقط، بل “يشمل الكيان اللبناني بأكمله”.
جلسة حكومية حاسمة.. وحزب الله يرفض الطرح
تعقد الحكومة اللبنانية جلسة حاسمة لمناقشة آلية تنفيذ قرار سحب سلاح القوى المسلحة، وسط ضغوط إقليمية ودولية. وتأتي هذه الجلسة عقب خطاب وصف بـ”غير المسبوق” ألقاه الرئيس اللبناني جوزاف عون الخميس الماضي، دعا فيه إلى نزع سلاح كل الجماعات المسلحة وتسليمه للجيش، بمن فيها “حزب الله”.
وردًا على هذه الدعوة، أكد الحزب رفضه القاطع لمناقشة سلاحه في ظل ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي المتواصل”، وربط أي نقاش بملف السلاح بوقف العدوان وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
زيارة أمريكية وموقف رسمي لبناني
في السياق ذاته، زار المبعوث الأمريكي توماس باراك بيروت في يوليو الماضي، وتسلّم ردًا رسميًا من الرئيس عون على مقترح أمريكي بشأن سلاح “حزب الله” وانسحاب إسرائيل من الجنوب.
تشير مصادر مطلعة إلى أن المقترح الأمريكي تضمّن تعهّدات بانسحاب إسرائيلي مشروط بتسليم سلاح حزب الله وإدماجه في المنظومة الدفاعية للدولة، وهو ما رفضه الحزب واعتبره خرقًا للسيادة الوطنية.
خروقات إسرائيلية متواصلة
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024، سجلت السلطات اللبنانية أكثر من 3 آلاف خرق إسرائيلي على طول الحدود الجنوبية، أوقعت 262 قتيلاً و563 جريحًا، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
كما لا تزال إسرائيل تحتل 5 تلال لبنانية استراتيجية، أبرزها “تلال كفرشوبا” و”مزارع شبعا”، ما يُبقي التوتر على الحدود الجنوبية قائمًا.
حصيلة الحرب: أكثر من 4 آلاف قتيل
منذ تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في أكتوبر 2023 وتحوّله إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024، قُتل أكثر من 4,000 شخص وأُصيب نحو 17,000 آخرين، وفق تقارير حقوقية وإحصاءات رسمية.