فلسطين تدين زيارة نتنياهو لمستوطنة عوفرا وتصفها بالاستخفاف بردود الفعل الدولية

نددت وزارة الخارجية الفلسطينية، الاثنين، بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمستوطنة “عوفرا” في الضفة الغربية المحتلة، معتبرة أنها تمثل “استخفافًا بردود الفعل الدولية”، وتأكيدًا على سياسة الاحتلال الرامية إلى تكريس الاستيطان.
زيارة في الذكرى الخمسين للمستوطنة
وكان نتنياهو قد زار، الأحد، مستوطنة عوفرا بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيسها، حيث التقى بقدامى المستوطنين ورؤساء مجالس الاستيطان، وألقى كلمة شدد فيها على “أهمية الحفاظ على الاستيطان والتمسك بأرض إسرائيل”.
موقف الخارجية الفلسطينية
في بيان رسمي، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية: “ندين الاقتحام الاستعماري الاستفزازي الذي قام به أمس رئيس حكومة الاحتلال لمستوطنة عوفرا الجاثمة على أرض فلسطينية محتلة”.
وأضاف البيان أن تصريحات نتنياهو حول “التمسك بالأرض” ورفض الدولة الفلسطينية تمثل “إمعانًا في تكريس الاحتلال العنصري كحلقة في جرائم الإبادة والتهجير والضم”، معتبرًا أن هذه الخطوة توفر غطاءً وتشجيعًا للمستوطنين لممارسة المزيد من الاعتداءات بحق الفلسطينيين.
ورأت الوزارة أن الزيارة “تعكس استخفافًا بردود الفعل الدولية ومحاولة إسرائيلية رسمية للإبقاء على دوامة العنف والحروب”.
دعوة لتحرك دولي
وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بـ”التعامل بمنتهى الجدية مع الدعوات والمواقف التي تطالب بضم الضفة الغربية”، داعية إلى “حشد المزيد من الاعترافات بدولة فلسطين وتمكينها من نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتصعيد الإجراءات الدولية والأوروبية لحماية حل الدولتين”.
السياق الدولي
تؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني ويقوّض إمكانية تطبيق حل الدولتين. ورغم دعواتها المتكررة منذ عقود لوقف هذه الأنشطة الاستيطانية، تواصل إسرائيل التوسع في بناء المستوطنات.
ويأتي هذا التطور بينما يتصاعد حراك دولي لدعم الاعتراف بدولة فلسطين، حيث أطلقت 15 دولة غربية، من بينها فرنسا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والبرتغال، في أواخر يوليو/ تموز الماضي، نداءً جماعيًا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
جرائم مستمرة في الضفة وغزة
وبالتزامن مع حرب الإبادة في غزة، وثّقت معطيات فلسطينية مقتل 1015 فلسطينيًا على الأقل في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفًا و500 منذ اندلاع الحرب.
أما في قطاع غزة، فخلّف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 61 ألفًا و944 شهيدًا و155 ألفًا و886 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين. كما تسببت المجاعة الناجمة عن الحصار في وفاة 258 شخصًا، بينهم 110 أطفال، في ظل تجاهل إسرائيل جميع النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.