العالم العربي

إسرائيل تعلن إخلاء آراك وخُونداب في إيران وتدرج مفاعل الماء الثقيل ضمن أهدافها.

أصدر جيش الدفاع الإسرائيلي فجر اليوم (الخميس) أوامر فوريّة بإخلاء منطقتَي آراك وخُونداب الإيرانيّتَين، الواقعتَين على مقربة من مفاعل «آراك» للماء الثقيل على بُعد نحو 75 كيلومتراً شمال غربي مدينة آراك، وذلك ضمن عمليّة تستهدف البنية التحتية العسكريّة الإيرانيّة.

من خلال بيان نُشِر باللغة الفارسيّة، أكّد الجيش أنّ قواته «تتحرّك في المنطقة بهدف تحييد قدرات عسكريّة تُستخدم في تطوير برامج تهدّد أمن إسرائيل والإقليم»، مشيراً إلى أنّ المفاعل أُدرِج رسميّاً في قائمة الأهداف الاستراتيجيّة الإسرائيلية داخل إيران.

تأتي هذه الخطوة استكمالاً لسلسلة عمليات معلَن عنها سابقاً هدفت إلى تقليص ما يصفه جيش الدفاع بـ«النفوذ الإيراني العسكري» في عدد من الجبهات. ويقول مسؤولون عسكريون إنّ تحديد المفاعل هدفاً محتملاً جرى بناءً على معلومات استخبارية «تؤكّد استغلال المنشأة في مجالات مزدوجة تخدم برنامجاً نووياً وعسكرياً متقدّماً».

كجزء من أوامر الإخلاء، دعا جيش الدفاع المدنيّين الإيرانيّين في المناطق المذكورة إلى الابتعاد لمسافة لا تقل عن 25 كيلومتراً عن المُنشأة خلال الساعات المقبلة، مشدّداً على أنّ أيّ عمليات ستُنفَّذ ستكون «محسوبة» و«مركَّزة» بهدف تفادي الإصابات في صفوف المدنيّين.

تراقب المؤسّسات الأمنيّة الإسرائيليّة عن كثب ردود الفعل الإيرانيّة المحتملة، فيما أكّدت تل أبيب أنّ العملية «لا تستهدف الشعب الإيراني بل البنية التحتية العسكريّة الهادفة إلى تقويض استقرار المنطقة»، وفق البيان ذاته.

رغم عدم صدور تعليق فوري من طهران، تُشير تقديرات مراكز الأبحاث إلى أنّ هذه التطوّرات قد تُفاقم التوتّر الإقليمي وقد تستدعي ردوداً من تشكيلات موالية لإيران في مناطق أخرى.

قال مسؤولون عسكريون إنّه تمّ رفع حالة الاستنفار على امتداد الحدود الشمالية لفترة غير محدّدة، فيما يُجري سلاح الجو الإسرائيلي طلعات استطلاعيّة مكثّفة لضمان جهوزيّة كاملة «لأيّ طارئ ينشأ عن التصعيد».

كما جدّد الجيش تأكيده التزامه «التنسيق الدائم مع الشركاء الدوليين» وتحديثهم بالتطوّرات الميدانيّة، تحسّباً لأي تداعيات على حركة الملاحة الجوية والبحرية في المنطقة.

وفي ضوء هذه الأحداث، وجّه جيش الدفاع رسالة مباشرة إلى القيادة الإيرانية، دعا فيها إلى «إيقاف النشاط العسكري المرتبط بالمفاعل»، محمّلاً طهران «المسؤوليّة الكاملة» عن أي تصعيد إضافي.

قال مراقبون إنّ إدراج مفاعل آراك على لائحة الأهداف يشكّل نقطة تحوّل في قواعد الاشتباك غير المعلَنة بين إسرائيل وإيران، وقد يُعيد رسم خطوط التماس في الملفّ النووي الإيراني.

صرّح مصدر أمني رفيع المستوى بأنّ «القدرات الجارية في آراك تمثّل خطراً متصاعداً، ولم يَعُد ممكناً تجاهله»، مضيفاً أنّ «الخطوات المتّخذة اليوم هي جزء من استراتيجية أوسع لكبح التمدّد الإيراني في كل الساحات».

فيما شدّد متابعون دوليون على ضرورة ضبط النفس، خصوصاً في ظلّ حساسيّة المنشأة النوويّة، حذّروا من أنّ أيّ خطأ حسابي قد يجرّ المنطقة إلى مواجهات أوسع.

< relevant quotes > المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي: «أولويّتنا القصوى هي منع إيران من تحويل مفاعل آراك إلى تهديد مباشر لشعبنا ولشعوب المنطقة. رسالتنا واضحة: لن نسمح بتعريض أمن إسرائيل للخطر».

رئيس شعبة العمليات، اللواء عوديد باسوك: «أوامر الإخلاء خطوة إنسانيّة بالدرجة الأولى. هدفنا تقليل الضرر، فيما يبقى تركيزنا على البنية التحتية العسكرية لا غير».

الباحث في الشؤون الاستراتيجية، العميد (احتياط) درور شالوم: «هذه العملية قد تشكّل عامل ردع جادّ لطهران، لكنّ أهمّ ما فيها هو إبراز الجاهزية الإسرائيلية للتدخّل قبل فوات الأوان».

.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى