رئيس الاستخبارات التركية: لدينا فرصة تاريخية لتحويل وقف إطلاق النار في غزة إلى سلام دائم
أكد رئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم قالن، الجمعة، أن العالم يقف أمام فرصة تاريخية لتحويل وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى سلام دائم، محذرًا في الوقت ذاته من هشاشة الاتفاق وضرورة مراقبته بدقة لضمان نجاحه.
وقال قالن، خلال كلمته في افتتاح “مؤتمر الدراسات الاستخبارية الدولي” الذي نظمته أكاديمية الاستخبارات الوطنية التركية، إن “اعتبارًا من صباح اليوم نطوي صفحة مهمة من تاريخنا الحديث، فسياسات الإبادة الجماعية التي مارستها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة على مدى عامين انتهت بهذا الاتفاق”.
وأضاف: “أقول ذلك بحذر كبير، لأن تطبيق وقف إطلاق النار سيكون من الآن فصاعدًا أهم مهامنا. فقد تم التوصل إلى اتفاق هش، ويتطلب تنفيذُه ومراقبتُه على الأرض قدرًا عاليًا من الحساسية والانتباه”.
وأشار قالن إلى أن الوضع في غزة لا يزال حساسًا للغاية، وأن أي انتهاك أو عمل تخريبي يمكن أن يعيد التصعيد، موضحًا أن العالم أمام فرصة تاريخية لوقف نزيف الدم وتحويل الهدنة إلى سلام دائم، وأن “المسؤولية في ذلك لا تقع على عاتق الوسطاء وحدهم، بل على المجتمع الدولي بأسره“.
وأكد أن وقف إطلاق النار ليس الحل النهائي، مشددًا على أن الحل الحقيقي يكمن في إحياء خيار الدولتين وقيام دولة فلسطين المستقلة، مضيفًا: “نحن واثقون أن هذا الحل ليس مستحيلًا، ويمكن تجاوز انعدام الثقة بالإرادة والنية الصادقة والإصرار”.
وقال رئيس الاستخبارات التركية إن أنقرة عملت دون كلل لوقف الهجمات الإسرائيلية وإنهاء الإبادة في غزة، مشيدًا بـ”الدور القيادي للرئيس رجب طيب أردوغان” الذي عبّر عن “موقف حازم في كل المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة”.
وأضاف أن تركيا ستواصل متابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ بوساطة مصرية – تركية – قطرية وبرعاية أمريكية، لضمان تحويله إلى مسار سياسي مستدام يفضي إلى إعادة إعمار غزة وتحقيق تسوية شاملة.
حول الملف السوري
وفيما يتعلق بسوريا، أشار قالن إلى أن سقوط نظام بشار الأسد أدخل البلاد مرحلة جديدة، موضحًا أن تركيا تبذل جهودًا مكثفة للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتعزيز الاستقرار والتنمية والتماسك الاجتماعي.
وقال: “الإدارة السورية الجديدة تواجه تحديات ضخمة بعد إنهاء حرب استمرت 14 عامًا وسقوط نظام البعث الذي استمر 60 عامًا”، مؤكدًا أن “إعادة بناء سوريا مهمة معقدة تتطلب دعمًا دوليًا واسعًا”.
الموقف من الحرب الروسية – الأوكرانية
أما بشأن الحرب في أوكرانيا، فأوضح قالن أن تركيا منذ البداية تبنت موقفًا متوازنًا مكّنها من التحدث مع جميع الأطراف، مشيرًا إلى أن دبلوماسية أردوغان أسفرت عن استضافة إسطنبول لثلاث جولات من المفاوضات المباشرة بين موسكو وكييف، كان آخرها في يوليو/تموز الماضي.
وأضاف أن بلاده ستواصل لعب دور الوسيط “لأنها تؤمن أن هذه الحرب يمكن أن تنتهي فقط عبر التفاوض والحوار“.



