العالم العربي

نهاية ناعمة لسفير فرنسا في ليبيا وسط تجاهل الكوارث الحقوقية

أكدت مصادر مطلعة أن رئيس اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، رمضان شمبش، عقد لقاءً لافتًا مع السفير الفرنسي لدى ليبيا، مصطفى مهراج، داخل أروقة مقر ديوان المجلس في مدينة بنغازي، وسط أجواء سياسية مشحونة وأوضاع إنسانية متدهورة، في مشهد لا يمكن وصفه إلا بأنه تجمّل دبلوماسي مريب يتجاهل حجم المأساة الحقيقية على الأرض.

ناقش الطرفان، بحسب ما رشح عن الاجتماع، ملف حقوق الإنسان، ولكن دون أن يتطرق اللقاء بأي شكل من الأشكال إلى الانتهاكات الصارخة التي يعاني منها المواطن الليبي يوميًا، وكأن هذا الملف الشائك قد تحول إلى مجرد بند بروتوكولي يتم تمريره مرور الكرام. غابت خلال الجلسة أي جدية أو ملامح ضغط حقيقي لوقف التجاوزات أو لتحريك مياه العدالة الراكدة، ليبدو اللقاء أقرب إلى استعراض علاقات عامة منه إلى مواجهة الحقائق.

أوضح بعض المتابعين أن اللقاء انزلق سريعًا نحو مناقشات عامة حول “الأوضاع السياسية في ليبيا والمنطقة”، دون أي ذكر واضح أو مواقف حاسمة تجاه تعقيدات المشهد الليبي المتأزم، في وقت تتراكم فيه القضايا الأمنية والاقتصادية والاجتماعية فوق رؤوس الليبيين بلا أفق ولا حلول.

أشار مراقبون إلى أن شمبش استغل هذا الاجتماع ليودّع السفير الفرنسي الذي انتهت مهامه في ليبيا، في لحظة بدت كأنها احتفال شخصي لا يليق بحجم التحديات التي تواجهها البلاد، ولا يتماشى مع الدور المنتظر من شخص يحمل صفة رئيس لجنة دستورية وتشريعية في دولة تغرق في فوضى القانون والتشريعات المعلقة.

زعم البعض أن المشهد كله كان مرتّبًا بعناية، لإخراج صورة ناعمة للسفير الفرنسي وهو يغادر ليبيا محمّلاً بالتصفيق لا بالأسئلة، وكأن شيئًا لم يكن، وكأن حقوق الإنسان لم تُدَس بالأقدام، وكأن فرنسا لم تلعب أدوارًا رمادية في الأزمة الليبية طيلة السنوات الماضية.

استدرك آخرون بقولهم إن هذا اللقاء، رغم صمته، يعكس بدقة كيف تُدار الأمور خلف الأبواب المغلقة، وكيف يُغلف الفشل بالابتسامات، وتُختَصر الكوارث في كلمات مجاملة، ويُختتم فصل سياسي مأساوي بكلمة “وداعًا”، فيما الشعب لا يزال غارقًا في الأسى والخذلان.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى