زيارة الشيباني إلى بيروت تفتح صفحة جديدة بين سوريا ولبنان بعد سنوات من القطيعة
أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، خلال زيارته الرسمية إلى بيروت، أن دمشق حريصة على تجاوز إرث الماضي والعمل على ترسيخ علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع لبنان.
وقال الشيباني، عقب لقائه نظيره اللبناني يوسف رجي، إن الزيارة تأتي بتوجيه من الرئيس أحمد الشرع لتجسيد سياسة “سوريا الجديدة” القائمة على عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة والسعي نحو شراكة اقتصادية وسياسية متوازنة تعزز التعاون بين الشعبين.
وأشار الوزير السوري إلى أن بلاده، التي تمر بمرحلة تعافٍ وإعادة إعمار، ترى في هذه المرحلة فرصة تاريخية لتحويل العلاقة مع لبنان من علاقة أمنية متوترة إلى شراكة استراتيجية حقيقية، معربا عن شكره للبنان على استضافته مئات الآلاف من اللاجئين السوريين رغم التحديات الاقتصادية.
من جانبه، وصف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي الزيارة بأنها “بداية صفحة جديدة” في العلاقات الثنائية، معلنًا تشكيل لجان مشتركة لمعالجة القضايا العالقة وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.
لقاء بعبدا: نحو تفعيل العلاقات الدبلوماسية
وفي وقت لاحق، استقبل الرئيس اللبناني جوزيف عون الوزير الشيباني في قصر بعبدا، حيث شدد على أهمية تفعيل التعاون بين البلدين، ودعا إلى إعادة تقييم الاتفاقيات المبرمة وتفعيل المجلس الأعلى اللبناني السوري.
وأكد عون أن تحسن الوضع الأمني على الحدود ونتائج المباحثات الأخيرة مع الرئيس السوري أحمد الشرع تمثل مؤشرا إيجابيا، لافتا إلى أن الملفات المشتركة تشمل الحدود البرية والبحرية وخط الغاز ومسألة الموقوفين.
أما الوزير الشيباني، فأعرب عقب اللقاء عن ثقته بمرحلة جديدة من الانفتاح والتعاون، مؤكدا أن سوريا تنظر إلى لبنان كشريك طبيعي في مرحلة إعادة الإعمار.
وتُعد زيارة الشيباني الأولى لمسؤول سوري رفيع منذ سقوط النظام السابق في دمشق، وتشكل منعطفا سياسيا بارزا يعكس اتجاها متزايدا نحو تطبيع العلاقات اللبنانية السورية بعد سنوات من الفتور والتباعد.


