قرار المحكمة الإسرائيلية بمنع دخول الصحفيين الأجانب تكريس للتعتيم وإخفاء الجرائم

اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، قرار المحكمة العليا الإسرائيلية السماح للحكومة بمواصلة منع دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة، تكريسًا لسياسة التعتيم الإعلامي التي تنتهجها تل أبيب بهدف إخفاء جرائمها والتهرب من المساءلة الدولية.
وجاء القرار عقب نظر المحكمة العليا الإسرائيلية – وهي أعلى سلطة قضائية – في التماس قدّمته رابطة الصحافة الأجنبية في إسرائيل، طالب بإلزام حكومة بنيامين نتنياهو بالسماح بدخول الصحفيين إلى القطاع، إلا أن المحكمة رفضت الطلب وأبقت على المنع، ما أثار خيبة أمل كبيرة في الأوساط الصحفية الدولية.
تكريس للتعتيم الإعلامي
وقال المكتب الإعلامي في بيان رسمي: “نرفض قرار ما يسمى المحكمة العليا الإسرائيلية بالخصوص، ونعد هذا القرار استمرارا لمحاولات الاحتلال إخفاء جرائمه والتهرب منها”، معتبرًا أن القرار يمثل استمرارًا لسياسة متعمدة لإخفاء الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين في غزة.
وأضاف البيان أن القرار يهدف إلى وأد الحقيقة ومنع الصحافة الحرة من فضح جرائم الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن تل أبيب تخشى الكلمة والصورة التي توثّق انتهاكاتها المروعة بحق البشر والحجر والشجر.
الصحافة الأجنبية.. رواية الحقيقة
وأكد المكتب الإعلامي أن دخول الصحافة الأجنبية إلى قطاع غزة سيعزز الرواية الفلسطينية الصادقة، وسيكشف للعالم مظلومية الشعب الفلسطيني الذي يعيش منذ عامين تحت حرب إبادة “يندى لها جبين الإنسانية”.
وأشار إلى أن منع الصحفيين الأجانب للعام الثالث على التوالي يمثل جريمة بحق حرية الرأي والتعبير، وينتهك حق المجتمع الدولي في المعرفة، مؤكدًا أن هذا السلوك يعكس “طبيعة الاحتلال الذي يخشى الحقيقة ويسعى لقتل شهودها من الصحفيين”.
أرقام صادمة: مقتل 255 صحفيًا في غزة
وأوضح المكتب أن الجرائم التي يسعى الاحتلال إلى إخفائها كُشفت بالفعل عبر الصحفيين الفلسطينيين داخل القطاع الذين واصلوا أداء واجبهم المهني رغم الثمن الباهظ، حيث قتلت إسرائيل 255 صحفيًا فلسطينيًا واعتقلت 4 آخرين وأصابت عشرات آخرين منذ بدء الإبادة، بحسب إحصائية رسمية صادرة عنه.
دعوات دولية للتحرك
وطالب المكتب الإعلامي الاتحاد الدولي للصحفيين، ومنظمات حقوق الإنسان، ومقرر حرية الرأي والتعبير في الأمم المتحدة، باتخاذ موقف عملي وحازم تجاه هذا السلوك الذي وصفه بـ”المهين للأعراف والمواثيق الدولية”.
وأشار البيان إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة، التي دعمتها الولايات المتحدة واستمرت لعامين كاملين، أسفرت عن مقتل أكثر من 68 ألفًا و280 فلسطينيًا وإصابة نحو 170 ألفًا و375 آخرين، إضافة إلى تدمير نحو 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية في القطاع.




