وزير المالية الإسرائيلي يكشف بدء مفاوضات مع واشنطن لتقاسم أراضي غزة بوصفها “غنيمة عقارية”

قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأربعاء، إنه بدأ التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن ما وصفه بـ”تقاسم أراضي قطاع غزة”، واعتبرها “غنيمة عقارية”، في تصريحات أثارت جدلا واسعًا، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الأمريكي حتى الآن.

وجاءت أقوال سموتريتش خلال مشاركته في مؤتمر عقاري بمدينة تل أبيب، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، حيث ربط حديثه برؤية متداولة داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصف إعادة إعمار غزة بأنها “استثمار عقاري مربح”.

خطة ترامب لإعمار غزة

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد كشفت، في أواخر أغسطس/ آب الماضي، عن خطة يجري تداولها في أوساط إدارة ترامب لإعادة إعمار غزة، تقوم على وضع القطاع تحت “وصاية أمريكية” لمدة لا تقل عن 10 سنوات، مع تحويله إلى منتجع سياحي ومركز للتكنولوجيا المتقدمة.

وتطرق الوزير الإسرائيلي إلى ما سماه “اليوم التالي” في قطاع غزة قائلا: “الخطة مطروحة حاليا على مكتب الرئيس ترامب، وندرس كيف يصبح هذا المشروع غنيمة عقارية”، مضيفًا: “لقد بدأت بالفعل مفاوضات مع الأمريكيين، ولا أقول هذا مازحا، لأننا دفعنا أموالا طائلة لهذه الحرب. علينا تقاسم النسب على الأرض. لقد أنجزنا بالفعل مرحلة الهدم، وهي المرحلة الأولى من خطة التجديد العمراني. والآن علينا البناء.”

مؤشرات سياسية خطيرة

وتُعد تصريحات سموتريتش أول إشارة رسمية إلى أن خطة ترامب قيد النقاش داخل إسرائيل، رغم الضغوط الدولية المتزايدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتحذيرات من العزلة السياسية التي قد تواجهها تل أبيب بسبب حربها على غزة.

وكان ترامب قد صرّح في فبراير/ شباط الماضي بأن السماح بعودة الفلسطينيين إلى القطاع سيكون “خطأ كبيرا”، واصفا غزة بأنها “موقع عقاري ضخم يمكن للولايات المتحدة امتلاكه وتطويره تدريجيا”.

الكارثة الإنسانية في غزة

وبالتزامن مع هذه التصريحات، تواصل إسرائيل بدعم أمريكي حربها على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي وصفتها منظمات دولية بأنها إبادة جماعية، إذ خلّفت حتى الآن 65 ألفًا و62 قتيلا، و165 ألفًا و697 مصابا، معظمهم من النساء والأطفال، فيما أودت المجاعة الناجمة عن الحصار بحياة 428 فلسطينيا، بينهم 146 طفلا.