منظمات المجتمع المدني العربية في قمة إسطنبول: نداء إنساني عاجل لضمان وصول المساعدات إلى غزة

أكد ممثلو منظمات المجتمع المدني العربية المشاركون في القمة الدولية للمساعدات الإنسانية إلى غزة، المنعقدة في إسطنبول، على أهمية التكاتف والعمل الجاد لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعيش أوضاعًا كارثية منذ سنوات.

وانطلقت فعاليات القمة، التي ينظمها وقف الديانة التركي، الثلاثاء، في أحد فنادق إسطنبول، بهدف لفت الانتباه إلى الأزمة الإنسانية في غزة وتعزيز التضامن الدولي تجاهها.

عصام يوسف: نخاطب الضمير الدولي لإغاثة غزة

في كلمته خلال القمة، قال الدكتور عصام يوسف، رئيس اللجنة الشعبية العالمية لإغاثة غزة: “نحن هنا اليوم، لكن قلوبنا في غزة. غزة ليست مجرد مدينة على الخريطة؛ بل أصبحت شاهداً على العزيمة والمثابرة وإرادة الحياة في وجه الموت”.

وأضاف أن “رغم توقف إطلاق النار في غزة، إلا أن أصوات المحتاجين، بمن فيهم الأطفال، لا تزال صامتة، ولا يزال هناك شهداء محاصرون تحت الأنقاض”.

وأكد يوسف أن القمة تهدف إلى مخاطبة الضمير الدولي لمعالجة الكارثة الإنسانية في غزة عبر تسريع عملية إعادة الإعمار، مشددًا على أن إسرائيل ما زالت تمنع دخول العديد من مواد الإغاثة الحيوية إلى القطاع.

وأوضح أن القمة ستناقش خطة العمل لما يمكن إنجازه في غزة خلال الأشهر الستة المقبلة، مؤكدًا أن “الأردن ومصر وتركيا ودولًا أخرى ستقدم دعمها الإنساني العاجل، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء”.

الإمام قاسم راشد أحمد: الفلسطينيون يستحقون حياة كريمة مثلنا

من جانبه، قال الإمام قاسم راشد أحمد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الخير، إن “إخواننا في غزة هم جزء من قلوبنا وأرواحنا، ويجب أن نعمل على تحسين ظروفهم المعيشية ليعيشوا بمستوى مماثل لنا”، مضيفًا أن “ما يجري في غزة ليس مجرد قضية سياسية، بل نضال إنساني عالمي”.

وأكد على ضرورة تجاوز الخلافات الصغيرة التي تُعيق القضايا الكبرى، والدفع نحو الوحدة والتلاحم لخدمة القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه “يجب ألا نتوقف عند ما قبل 7 أكتوبر، بل نعود إلى ما قبل 1967 حين كانت القدس حرة بالكامل”.

أمجد الشوا: غزة تنهار تحت الركام

وفي كلمة مسجلة عبر الفيديو، قال الحقوقي الفلسطيني أمجد الشوا إن إسرائيل ارتكبت على مدى عامين مجازر ممنهجة ضد جميع فئات الشعب الفلسطيني، موضحًا أن “أكثر من 20 ألف طفل قُتلوا خلال الحرب، فيما يعيش الناجون منهم بإعاقات وصدمات نفسية قاسية”.

وأشار إلى أن 1.2 مليون شخص في غزة يعيشون اليوم داخل خيام مهترئة وممزقة، محذرًا من أن الشتاء القادم سيضاعف معاناتهم. وقال: “المرضى والجرحى وكبار السن فقدوا كل شيء، وإسرائيل دمّرت خدمات المياه والصرف الصحي والبنية التحتية لإطالة أمد الأزمة”.

تضامن واسع من 48 دولة

وتتواصل فعاليات القمة، التي يحضرها ممثلون عن أكثر من 200 مؤسسة ومنظمة من 48 دولة، على مدى يومين في إسطنبول، لبحث آليات دعم غزة والتنسيق لضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.