غرقت شوارع منطقة الأربعين بمحافظة أسيوط بمياه الصرف الصحي التي اجتاحت الأحياء نتيجة انقطاع المياه عن المنازل لثلاثة أيام متواصلة استهلاك المياه المتزايد من قبل المواطنين بعد عودة المياه أسهم بشكل مباشر في هذا الانفجار البيئي الخطير
حيث لم تستطع محطة الصرف الصحي استيعاب هذه الكميات الكبيرة من المياه الملوثة مما أدى إلى كارثة حقيقية
محطة البركة للصرف الصحي في منطقة الشيخ علي عبدالدايم بحي غرب أسيوط شهدت مؤخراً محاولات عديدة لإصلاح خط الصرف الصحي الرئيسي القائم في تلك المنطقة بقطر 800 مم
حيث تعتبر هذه المرة الخامسة التي تخضع فيها هذه المحطة لعمليات إصلاح كبيرة ومحاولات تحسين الوضع المتردي إلا أن الحلول تبدو عاجزة أمام تفاقم الأزمة بشكل مستمر ومتسارع
الأهالي غاضبون من تكرار هذه الكارثة البيئية التي تهدد حياتهم اليومية وتزيد من معاناتهم الصحية
حيث أصبح التنقل في الشوارع يشكل خطراً على الجميع وانتشار الروائح الكريهة والأمراض المعدية جعل من المنطقة بؤرة تلوث تهدد الصحة العامة مع استمرار هذه المأساة يوماً بعد يوم دون حلول حقيقية أو تدخلات فاعلة من الجهات المعنية
مسؤولون في محافظة أسيوط أكدوا أن محطة البركة تعاني من قصور حاد في بنيتها التحتية بسبب تهالك المعدات وقدم الأنظمة التي تعمل بها هذه المحطة منذ سنوات دون تحديثات تذكر
هذا الأمر أدى إلى عدم قدرتها على التعامل مع الضغوط الكبيرة الناتجة عن الاستهلاك المتزايد للمياه من قبل المواطنين بعد عودة إمدادات المياه التي توقفت لأيام
رغم محاولات الإصلاح التي تمت أكثر من مرة إلا أن جميعها باءت بالفشل وذلك بسبب اعتمادها على حلول مؤقتة لا تعالج جذور المشكلة
وأصبحت محطة البركة مركزاً للأزمات المتكررة التي تضع سكان المنطقة في مواجهة مستمرة مع مخاطر بيئية وصحية جسيمة تعجز الحكومة عن التعامل معها بشكل فعال أو مستدام
التقارير تشير إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة يكمن في عدم كفاءة تصميم شبكة الصرف الصحي التي تفتقر إلى القدرة الاستيعابية اللازمة لمواكبة الزيادة السكانية الكبيرة التي شهدتها محافظة أسيوط في السنوات الأخيرة
هذه الشبكة أصبحت غير قادرة على التعامل مع الزيادة المستمرة في أعداد السكان وما يترتب على ذلك من زيادة استهلاك المياه وتدفقها إلى المحطات
كارثة أخرى تلوح في الأفق حيث يتخوف الأهالي من احتمالية حدوث انهيار كامل لمنظومة الصرف الصحي في المنطقة بسبب الإهمال المستمر في صيانة وتحديث المحطة وسط تجاهل واضح من المسؤولين لهذه التحذيرات
واستمرار الاعتماد على الحلول المؤقتة التي لا تصمد سوى لفترات قصيرة ما يعمق من حجم الأزمة ويضاعف معاناة السكان
الوضع في منطقة الأربعين لا يقتصر فقط على الروائح الكريهة والمياه الملوثة بل يتعدى ذلك إلى تأثيرات بيئية مدمرة
حيث تسربت مياه الصرف إلى المناطق الزراعية القريبة مما قد يؤدي إلى تلف المحاصيل وانتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه الملوثة بشكل خطير تهدد الأمن الغذائي وصحة الأهالي في المنطقة ككل
الجهات الحكومية في محافظة أسيوط لم تصدر أي بيانات رسمية حتى الآن حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة أو المدى الزمني المتوقع لحلها
ما يثير القلق بين الأهالي الذين يطالبون بتدخل عاجل وحلول جذرية توقف تكرار هذا المشهد الكارثي الذي ينهش حياتهم ويهدد مستقبلهم بشكل مستمر دون بارقة أمل في الأفق
مشكلة أخرى تواجه المنطقة وهي تفاقم البنية التحتية الضعيفة التي لا تحتمل مثل هذه الضغوط مما يؤدي إلى مزيد من الأضرار في الشوارع والمباني القريبة
إضافة إلى احتمالية انهيار أجزاء كبيرة من الأرض تحت ضغط المياه الملوثة المتدفقة ما يضع الجميع في دائرة الخطر المباشر وسط تجاهل الجهات المسؤولة
ورغم هذه الكارثة البيئية الكبيرة إلا أن استجابة الجهات الحكومية لا تزال بطيئة وعاجزة عن تقديم حلول حقيقية أو حتى اتخاذ إجراءات سريعة لتخفيف حدة الأزمة السكان يعيشون حالة من الخوف المستمر على حياتهم وممتلكاتهم وصحتهم في ظل هذه الظروف الصعبة التي تتفاقم يوماً بعد يوم