انشقاق قائد بارز يقلب موازين الحرب بين الجيش والدعم السريع في السودان
في تطور غير متوقع وخطير يشكل تحولًا كبيرًا في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وميلشيا الدعم السريع أعلن اللواء أبو عاقلة محمد أحمد كيكل أحد كبار القادة في الدعم السريع استسلامه هو وقواته بشكل رسمي وانضمامه للجيش السوداني في منطقة البطانة
خطوة تأتي بعد تفاهمات مع الجيش السوداني ما يعني أن الصراع يأخذ منحى جديدًا قد يعيد رسم موازين القوى بشكل كامل
انشقاق صادم لقائد درع السودان
استسلام اللواء كيكل ليس مجرد انشقاق عادي بل هو تحول استراتيجي من شأنه إضعاف قوات الدعم السريع بشكل كبير خاصة أن كيكل كان يقود قوات “درع السودان” التي شكلت في فترة سابقة نقطة ارتكاز هامة ضمن قوات الدعم السريع ما يعزز موقف الجيش السوداني في هذه الحرب التي بدأت منذ منتصف أبريل الماضي
تفاهمات غامضة وأجواء احتفالية في الجيش
بحسب مصادر عسكرية داخل الجيش السوداني فإن انضمام اللواء كيكل لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة تفاهمات مع قيادة الجيش لم يتم الكشف عن تفاصيلها حتى الآن لكن هذه الخطوة عززت من موقف الجيش ودفعت بقائد ميداني كبير إلى صفوفه وظهرت صور لكيكل محاطًا بجنود الجيش السوداني وسط أجواء احتفالية مما يعكس حجم الانتصار المعنوي الكبير الذي حققه الجيش من خلال هذا الانشقاق الكبير في صفوف أعدائه
الدعم السريع يترنح
من ناحية أخرى أفادت مصادر مقربة من ميلشيا الدعم السريع بأن كيكل كان يشغل منصب قائد الفرقة الخامسة في قواتهم وأن استسلامه جاء بمثابة صدمة هائلة للأفراد داخل الميلشيا خاصة أن كيكل كان قد أعلن دعمه الكامل لقوات الدعم السريع في أغسطس الماضي بعد فترة قصيرة من نشوب القتال بين الجيش والميلشيا وبهذا الانشقاق تظهر مؤشرات قوية على تصدع ميلشيا الدعم السريع داخليًا
ظهور مبكر لقائد مثير للجدل
الظهور الأول للواء أبو عاقلة كيكل على الساحة كان في منتصف ديسمبر 2022 حين نظّم عرضًا عسكريًا لقواته في منطقة الجبال الغُر بسهل البطانة هذا الظهور الاستعراضي كشف عن قوة عددها 35 ألف جندي حسب ما أفاد به كيكل في ذلك الوقت ما جعل منه شخصية بارزة في الساحة العسكرية السودانية وجذب اهتمام العديد من القوى المحلية والإقليمية غير أن كيكل في ذلك الوقت أعلن أنه وقواته ليسوا في حالة عداء مع أي جهة مما جعل موقفه العسكري غامضًا منذ البداية
تقلبات الولاء: من الدعم السريع إلى الجيش السوداني
بعد تأييده لقوات الدعم السريع في بداية الصراع غير كيكل موقفه بشكل مفاجئ بانضمامه للجيش السوداني ما يطرح تساؤلات عدة حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التحول الكبير في ولائه وهل هو نتيجة لضغوط عسكرية أم اقتصادية أم تفاهمات سياسية خلف الكواليس وما إذا كانت هناك تحركات أخرى متوقعة من قادة آخرين في الدعم السريع في ظل تصاعد حدة القتال بين الجانبين
التأثير المحتمل على سير الحرب
انضمام كيكل وقواته التي تتمتع بتجهيزات وآليات عسكرية متطورة يُعتبر ضربة قاسية لميلشيا الدعم السريع ويعزز من موقف الجيش السوداني على الأرض فوجود قائد ميداني بهذا الحجم داخل الجيش يعني أن الخطط الحربية ستشهد تعديلات جوهرية في كيفية مواجهة المتمردين وربما تكون هذه الخطوة بداية لانهيار الدعم السريع الذي يواجه ضغوطًا متزايدة على مختلف الجبهات ما يُضعف فرصه في تحقيق أي انتصار ملموس
قوة درع السودان: سلاح ذو حدين
قوات “درع السودان” التي يقودها كيكل كانت تُعد واحدة من أقوى الفصائل الموالية للدعم السريع وامتلاكها لعشرات الآلاف من الجنود منحها نفوذًا كبيرًا على الساحة لكن انشقاق قائدها عنهم قد يقلب الطاولة تمامًا إذ يُعتبر فقدان هذه القوة العسكرية الكبيرة بمثابة نزيف داخلي في جسم الميلشيا ويؤكد أن الوضع الداخلي في قوات الدعم السريع قد بدأ بالتصدع
تداعيات مستقبلية على الصراع
انشقاق كيكل قد يؤدي إلى سلسلة من الانشقاقات الأخرى في صفوف الدعم السريع وهو ما يمكن أن يفتح الباب أمام انهيار التنظيم الذي استمد قوته من توحده تحت قيادة واضحة لكن مع فقدان قادته الواحد تلو الآخر قد تصبح الميليشيا أكثر ضعفًا مما هي عليه بالفعل ما يزيد من فرص الجيش السوداني في تحقيق انتصارات إضافية على الأرض وتقليص نفوذ هذه الميلشيا بشكل ملحوظ
دعم شعبي متزايد للجيش
التأييد الشعبي للجيش السوداني تزايد بشكل كبير بعد انضمام كيكل فالشعب السوداني الذي يعاني من تداعيات هذه الحرب الطويلة بدأ يرى في الجيش الطرف الأكثر قوة وانضباطًا القادر على إنهاء هذا الصراع الدامي وتوحيد البلاد من جديد خاصة بعد أن أصبح الدعم السريع يعاني من انشقاقات متتالية وفقدان ثقة قادته
هل اقتربت نهاية الدعم السريع؟
انضمام اللواء كيكل للجيش السوداني قد يكون الشرارة التي ستشعل انهيار الدعم السريع تمامًا في ظل تصاعد الضغوط العسكرية والتصدعات الداخلية التي باتت واضحة في صفوف الميلشيا فما كان بالأمس قوة لا يستهان بها يبدو اليوم أنه ينهار قطعة قطعة