أزمة وقود حادة تشل الضفة الغربية وسط إغلاق المعابر وتوقف الخدمات الحيوية

تفاقمت أزمة الوقود في الضفة الغربية لليوم الثالث على التوالي حيث يشهد المواطنون نقصا حادا في المحروقات رافقته حالة من الشلل الجزئي في المرافق الحيوية وتراجع في الحركة اليومية نتيجة لإغلاق المعابر من قبل السلطات الإسرائيلية وتقييد الحركة بين المدن والقرى
بدأت الأزمة بالتصاعد بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران وتزامن ذلك مع عطلة نهاية الأسبوع وإغلاق شامل للمعابر ما أدى إلى انقطاع الإمدادات عن محطات الوقود ونفاد الكميات المخزنة بشكل سريع منذ صباح الجمعة في عدد كبير من محطات التزود خاصة في مدن الشمال مثل نابلس وقلقيلية
تزايد الإقبال بشكل غير مسبوق على محطات الوقود منذ انتشار أنباء الهجوم مما تسبب في نفاد الكميات الموجودة خلال ساعات قليلة واضطرت المحطات إلى تقنين التوزيع أو الإغلاق الكلي أمام الزبائن
اتجه المواطنون لتخزين الوقود بكميات كبيرة حيث سجلت حالات تعبئة وصلت إلى أربعة غالونات إضافية لكل مركبة ما يعادل 64 لترا بتكلفة إجمالية وصلت إلى 170 دولارا في بعض الحالات ما ضاعف من حدة الأزمة وخلق حالة من الارتباك في الشوارع
اصطفت المركبات في طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الأولى أمام المحطات القليلة التي أعلنت عن توفر محدود للوقود وسط مخاوف من استمرار الشح لفترة أطول خاصة في ظل غياب وضوح حول توقيت وصول الإمدادات الجديدة
يتم تزويد السوق الفلسطيني بالمحروقات من خلال شاحنات تتراوح سعتها ما بين 25 ألف لتر و38 ألف لتر وتشمل الثلث من البنزين والثلثين من السولار وهي كميات تكفي في الظروف الطبيعية لثلاثة إلى أربعة أيام لكنها لم تصمد هذه المرة لساعات
جاءت الأزمة في ظل نظام توزيع تتحكم به إسرائيل بشكل مباشر حيث تتم الموافقة على الكميات المرسلة للسلطة الفلسطينية التي تتولى لاحقا توزيعها على التجار وفقا للاحتياج المحلي في كل منطقة
شهدت الضفة الغربية شللا في خدمات النقل العام والمواصلات نتيجة لنفاد الوقود فيما تتزايد المخاوف من تأثر القطاعات الحيوية كالصحة والأمن والخدمات البلدية في حال استمر الوضع الحالي دون توريد جديد
انتشرت عبر منصات التواصل أنباء عن إمكانية وصول شحنة وقود جديدة اليوم الأحد مع فرض قيود على الكميات المباعة لكل مركبة بحيث لا تتجاوز قيمة الشراء 30 دولارا بهدف تنظيم التوزيع ومنع تكرار الازدحام
تُتابع الجهات المختصة إجراءات التنسيق لضمان وصول شحنات الوقود إلى الضفة الغربية في أقرب وقت ممكن بالتعاون مع الجهات المعنية بهدف تخفيف حدة الأزمة واستعادة الاستقرار في إمدادات الطاقة الأساسية للمواطنين