نتنياهو: رد حماس على مقترح المبعوث الأمريكي غير مقبول ويعيد الأمور للوراء

أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن رد حركة حماس على مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بشأن صفقة تبادل أسرى محتملة غير مقبول ويعكس استمرار الرفض من جانب الحركة.
في بيان رسمي صدر السبت، صرح المكتب: “بينما وافقت إسرائيل على الصيغة المُحدثة لمقترح ويتكوف حول الإفراج عن مختطفينا، تواصل حركة حماس التمسك برفضها، مما يعيد الأمور إلى الوراء”. كما شدد على أن إسرائيل ستستمر في جهودها لاستعادة مختطفيها وعزمها على حسم المعركة ضد حماس.
المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أعرب في وقت سابق عبر منصة إكس عن استيائه من رد حماس، واصفاً إياه بأنه “غير مقبول تمامًا”. وأوضح ويتكوف أنه يتوجب على حماس قبول الإطار الذي تم تقديمه كأساس لمفاوضات غير مباشرة، مؤكداً أن هذه الخطوة هي الوحيدة القادرة على تحقيق اتفاق هدنة مدته 60 يومًا في الأيام القليلة المقبلة.
كما أوضح ويتكوف أنه “بموجب هذا الاتفاق، سيتم إعادة نصف الرهائن (الأسرى الإسرائيليين) الأحياء ونصف أولئك الذين قُتلوا إلى عائلاتهم”. وناشد ويتكوف حماس أن تتبنى هذا الإطار من أجل بدء المفاوضات فوراً.
في وقت سابق من اليوم، أعلنت حركة حماس أنها قدمت ردها إلى الوسطاء حول مقترح ويتكوف، مشيرة إلى أن هذا الرد يهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: “وقف دائم لإطلاق النار، انسحاب شامل من غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع”.
وبينما لم تفصح حماس عن تفاصيل إضافية، نقلت القناة “13” العبرية الخاصة، السبت، أن المقترح يشمل وقفا لإطلاق النار لـ60 يوما، بضمانة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع التزام إسرائيل بعدم تنفيذ أي هجمات خلال هذه الفترة.
ويشمل المقترح، بحسب القناة، تبادلا للأسرى يفرج فيه عن 10 إسرائيليين مقابل 125 أسيرا فلسطينيا محكوما بالمؤبد، و1111 معتقلا من غزة تم أسرهم بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إضافة إلى تبادل لجثامين.
ووفق المصدر ذاته، سيتم تنفيذ عمليات الإفراج بشكل متزامن وعلى دفعتين، تتم الأولى في اليوم الأول، والثانية في اليوم السابع، دون أي مراسم علنية.
كما تقضي الوثيقة بدخول الدعم الإنساني إلى غزة فورا بعد الموافقة، على أن توزع المساعدات عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر، وبضمان استمرار وقف النار طوال فترة الاتفاق وأي تمديد لاحق.
وتنص البنود على إعادة انتشار جديد لقوات الاحتلال داخل غزة، بعد تنفيذ دفعات التبادل، بدءا من شمال القطاع وممر نتساريم، وصولا إلى الجنوب. قال ترامب إن الاتفاق “قريب جدا”، بينما أشارت القناة “12” العبرية الخاصة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبلغ عائلات الأسرى بموافقة تل أبيب على المقترح، مع تشكيكه في موافقة حماس.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكدت حماس، مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.