دول عربية ومنظمات إقليمية ترفض خطة إسرائيل لاحتلال غزة وتدعو لتحرك دولي عاجل

أعلنت دول عربية ومنظمات إقليمية، الجمعة، رفضها الكامل لخطة الحكومة الإسرائيلية الهادفة إلى احتلال قطاع غزة بالكامل، محذّرة من تداعياتها الكارثية واعتبرتها استمرارًا في حرب الإبادة الجماعية وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
جاءت هذه المواقف عقب مصادقة “الكابينت” الإسرائيلي فجر اليوم على خطة تدريجية لاحتلال القطاع، تشمل تهجير سكان مدينة غزة وتطويقها ثم اجتياح مخيمات اللاجئين في وسط القطاع، رغم تحذيرات من داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن المخاطر المترتبة على الخطة، خاصة فيما يتعلق بالأسرى.
مواقف رافضة وتحذيرات صارمة
السعودية أدانت الخطة بـ”أشد العبارات”، مؤكدة أن “جرائم التجويع والتطهير العرقي تتواصل دون رادع”، وحذّرت من أن تقاعس المجتمع الدولي يقوض الأمن الإقليمي والدولي.
الكويت رفضت القرار واعتبرته “انتهاكًا صارخًا للشرعية الدولية” و”تقويضًا لحل الدولتين”، مجددة دعوتها لفتح المعابر وإنهاء سياسة الحصار والتجويع.
مصر وصفت الخطة بأنها محاولة لترسيخ احتلال غير شرعي ومواصلة حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين، مؤكدة أن لا استقرار في المنطقة دون قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.
الأردن شدد على أن الخطة تمثل خرقًا خطيرًا للقانون الدولي، وامتدادًا لسياسات حكومة متطرفة تستخدم التجويع والحصار أداة ضد الشعب الفلسطيني.
جامعة الدول العربية وصفت الخطة بأنها “انعكاس واضح لأهداف إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية”، محذرة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، وداعية المجتمع الدولي إلى موقف حازم.
البرلمان العربي أدان بدوره الخطة واعتبرها امتدادًا لسياسات الإبادة والتهجير والتجويع التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته ووقف العدوان فورًا.
عباس يحذر والسيسي يؤكد الرفض
الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصف قرار الاحتلال بأنه “جريمة جديدة”، وأكد خلال اتصالات هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني، عزمه على التحرك إقليمياً ودولياً لوقف المخطط الإسرائيلي.
من جانبه، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفض مصر القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين، مؤكدًا استمرار الجهود المصرية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
خطة تصعيدية وتداعيات إنسانية
تتضمن الخطة الإسرائيلية “احتلال مدينة غزة وتهجير مليون نسمة جنوباً، ثم التوسع نحو وسط القطاع”، وفق مصادر إسرائيلية، بينما تؤكد الأمم المتحدة أن 87% من مساحة القطاع باتت تحت الاحتلال أو أوامر الإخلاء، محذّرة من كارثة إنسانية وشيكة في حال استمرار التوسع العسكري.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل حرب إبادة ضد قطاع غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة 152 ألفًا آخرين، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، وسط حصار وتجويع ممنهج مدعوم من الولايات المتحدة، بحسب بيانات رسمية فلسطينية وأممية.