جندي احتياط إسرائيلي سابق يدعو لرفض الحرب على غزة ويصفها بـ”الخدعة التسويقية”

دعا جندي الاحتياط السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوتان فيلك، زملاءه الجنود إلى رفض المشاركة في الحرب على غزة أو في مخطط إعادة احتلالها، واصفًا إياها بـ”الغاشمة” وبأنها “خدعة تسويقية” تستخدمها حكومة بنيامين نتنياهو الشعبوية للبقاء في السلطة.
وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، روى فيلك تجربته خلال خدمته في غزة، مؤكدًا أن شعار “النصر الكامل” الذي يردده نتنياهو “لا يعدو كونه خدعة تسويقية، وكل مسؤول أمني رفيع يعرف أن حماس لم تعد قائمة كجسم عسكري أو سلطة إدارية بالمعنى الفعلي”.
وأضاف أن كبار قادة الجيش، وعلى رأسهم رئيس الأركان، يرفضون فكرة إعادة احتلال غزة، لكن نتنياهو “يواصل المماطلة بإطلاق جولات تفاوض تنهار سريعًا كلما تصاعدت الاحتجاجات”.
دعوة لإنهاء الحرب
واعتبر فيلك أن “الشجاعة الحقيقية اليوم ليست في الاستمرار بل في وقف الحرب”، محذرًا من أن استمرارها “يقتل المزيد من الأبرياء، ويعرض حياة الأسرى للخطر، ويضعف مكانة إسرائيل أمام الوسطاء والعالم”.
وأشار إلى أن الحرب خلفت أكثر من 60 ألف قتيل فلسطيني، معظمهم مدنيون، في ظل مجاعة خانقة تهدد القطاع.
حرب بلا أهداف
وتابع فيلك: “تحولت غزة إلى منطقة بلا قانون.. نخوض حربًا بلا جدول زمني، ولا أهداف قابلة للتحقق، وبلا مخرج. هذا الواقع يهدم فكرة الدولة الحديثة وينسف أسسها”.
وأوضح أنه خدم عامًا كاملًا في غزة كقائد فصيلة دبابات ثم نائب قائد سرية، مشددًا على أن “الألم مضاعف، والفشل في حماية أحبائنا دفعنا إلى حرب عبثية لا نهاية لها”.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، أصدر فيلك وعدد من رفاقه رسالة علنية أعلنوا فيها توقفهم عن الخدمة العسكرية احتجاجًا على “تعمد الحكومة عرقلة صفقات تبادل الأسرى”، ليتم فصله على الفور من الخدمة.
وختم مقاله بالتأكيد أن “الجيش أداة في خدمة السياسة، وليس بديلًا عنها، وحين يتحول السلاح إلى غاية بذاته فلن يحصد سوى الدمار. إعادة احتلال غزة ليست سوى تعبير عن تعطش الحكومة للاحتلال والتدمير”.