الأردن يدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات لغزة ويطالب بتدخل فوري

أدانت الحكومة الأردنية، الأربعاء، اعتداء مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات إنسانية كانت في طريقها إلى قطاع غزة، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أسبوع، داعية تل أبيب إلى اتخاذ إجراءات جادة وعدم التساهل مع المعتدين.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن وزير الاتصال الحكومي، الناطق باسم الحكومة، محمد المومني، أن القافلة المكونة من 30 شاحنة تعرضت لاعتداء من مستوطنين قرب حاجز زيكيم شمال غرب القطاع، ما أدى إلى تحطيم الواجهات الزجاجية لنحو أربع شاحنات ووقف القافلة لفترات زمنية متفاوتة.
وأوضح المومني أن الاعتداءات المستمرة على القوافل الإغاثية تمثل خرقًا واضحًا للمواثيق الدولية، مؤكدا أن الأردن يرفض هذه الممارسات التي تهدد سلامة السائقين وتعطل وصول المساعدات إلى المحتاجين في غزة.
وأضاف أن هذا الاعتداء يُعد الثاني خلال أسبوع، حيث تم الأحد الماضي الاعتداء على قافلة أخرى، ما اضطر شاحنتين إلى العودة للأردن، مشيرًا إلى أن الحكومة الأردنية طالبت إسرائيل بعدم التساهل مع من يعيق وصول القوافل الإنسانية.
كما لفت إلى أن الإجراءات الإسرائيلية تضع عراقيل إضافية أمام جهود الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، تتضمن طلبات إلكترونية مرهقة، وتفتيشًا بلا سقف زمني، وفرض جمارك مستحدثة، فضلًا عن قصر الفحص على ساعات العمل الرسمية، ما يطيل زمن الرحلة من ساعتين إلى أكثر من 36 ساعة.
وأكد أن الإنزالات الجوية التي تنفذها المملكة بالتعاون مع بعض الدول لا يمكن أن تكون بديلاً فعالاً عن تدفق القوافل البرية.
في السياق، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن عدد الشاحنات التي دخلت القطاع خلال الأيام العشرة الماضية لم يتجاوز 853 من أصل ما يقرب من 6 آلاف شاحنة لازمة لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية، والتي تقدر بنحو 600 شاحنة يومياً.
وأشار إلى أن إسرائيل رغم سماحها الرمزي بإدخال الشاحنات، فإنها توفر الحماية للاعتداءات التي تطالها، ما يعمق الأزمة الإنسانية التي وصفها برنامج الأغذية العالمي بأنها وصلت إلى مستويات “غير مسبوقة من الجوع واليأس”، مؤكداً أن ثلث سكان غزة لم يتناولوا الطعام منذ أيام.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة في قطاع غزة شملت الحصار والتجويع والقصف المستمر، وأسفرت عن أكثر من 211 ألف قتيل وجريح، بينهم آلاف الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، وسط تقارير حقوقية تتحدث عن مجاعة وشيكة تهدد حياة الملايين في القطاع المحاصر.