لبنان يرحّب بتمديد ولاية “اليونيفيل” حتى 2026 كآخر تفويض لها

رحّب لبنان، بقرار مجلس الأمن الدولي القاضي بتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2026، وذلك لمرة أخيرة، بما يعني انتهاء مهمتها رسميًا بعد هذا التاريخ.
شكر لبناني لفرنسا والولايات المتحدة
وجّه رئيس لبنان جوزاف عون شكره إلى أعضاء المجلس الخمسة عشر على تصويتهم بالإجماع، مثمنًا بشكل خاص دور فرنسا “حاملة القلم” في صياغة القرار، ودعم الولايات المتحدة للمسودة الفرنسية.
كما رحّب رئيس الحكومة نواف سلام بالقرار، مؤكدًا أنه “يمدد التفويض لعام وأربعة أشهر، على أن تبدأ بعده عملية انسحاب تدريجي وآمن خلال عام واحد”، مشيرًا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة سيبحث الخيارات المتاحة لمستقبل تنفيذ القرار 1701 بعد الانسحاب.
بدوره، ثمّن رئيس البرلمان نبيه بري الخطوة، متمنيًا “إجماعًا دوليًا آخر يُلزم إسرائيل بوقف اعتداءاتها وتنفيذ القرار 1701″، في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية الأخيرة على منطقة الناقورة، التي أسفرت عن مقتل ضابط وجندي من الجيش اللبناني.
خلفيات القرار وموقف إسرائيل
اعتمد مجلس الأمن القرار بالإجماع بعد جلسة عُقدت بطلب من الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين ضغطتا لإنهاء مهمة “اليونيفيل”. وسبق أن بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالة لنظيره الأمريكي طالب فيها بإنهاء عمل القوة الأممية، بحجة “فشلها في منع تهريب السلاح”.
إلا أن لبنان شدد على أن دور “اليونيفيل” يقتصر على المراقبة والدعم وليس التدخل المباشر، معتبرًا وجودها عنصرًا أساسيًا لتعزيز الاستقرار.
تأسيس “اليونيفيل” والقرار 1701
تأسست “اليونيفيل” عام 1978 بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، ثم عززت مهامها عقب حرب يوليو/تموز 2006 بموجب القرار 1701، حيث انتشر أكثر من 10 آلاف جندي لمراقبة وقف الأعمال القتالية ودعم الجيش اللبناني جنوب الليطاني.
ويُلزم القرار 1701 بوقف دائم لإطلاق النار وإنشاء منطقة عازلة خالية من المسلحين، وهو ما تطالب بيروت بتطبيقه بشكل كامل من قبل إسرائيل.
مواقف لبنانية رسمية
- وزارة الخارجية اللبنانية وصفت القرار بأنه “خطوة مهمة في ظرف حساس”، مؤكدة التزامها التعاون مع القوات الدولية، وتنفيذ خطة بسط سيطرة الجيش اللبناني وحصر السلاح بيده.
- الحكومة اللبنانية كانت قد أقرت في 5 أغسطس/آب الجاري قرارًا يقضي بحصر السلاح – بما فيه سلاح “حزب الله” – بيد الدولة، وتكليف الجيش بتنفيذ الخطة قبل نهاية 2025، وهو ما رفضه الحزب بشدة.
تحديات ميدانية وتاريخ من الاعتداءات
طوال العقود الماضية، تعرضت “اليونيفيل” لسلسلة اعتداءات أبرزها قصف إسرائيلي مباشر لمقرها في قانا عام 1996 الذي أودى بحياة أكثر من 100 مدني. كما قُتل عدد من جنودها في تفجيرات استهدفت دورياتها عامي 2007 و2011.
وفي السنوات الأخيرة، واجهت القوة الدولية توترات ميدانية مع بعض الأهالي وصلت إلى حد منع دورياتها من التحرك، ما دفع الأمم المتحدة للتحذير من تقويض مهمتها.


