أنا عشت في السعوديه تقريبا عشر سنين, كنت بنزل مصر شهر في السنه أجازة, بشوف منها الحلو بس, بنزلها سياحه فقط لا غير, أشوف الشواطي, الفنادق, والقهاوي والكافيهات, أفراح القرايب, قعدات الحسين ووسط البلد والساحل وخروجات الصحاب.
في 2015 خدتني الوطنية واغاني داليدا وإسماعيل البلبيسي وأفلام الأبيض والأسود, وتواشيح النقشبندي وصوت الشيخ مصطفي إسماعيل في اذان المغرب, إني اقرر اترك ما وصلت إليه في السعودية وألم حالي ومالي, وأنزل مصر باختياري و ب إرادتي الكاملة, ونزلت يا معلم …
وعينك ما تشوف إلا النور, حسيت كأني واحد من اللي كانوا نايمين نومة أهل الكهف, وصحي لقيي الدنيا إتغيرت والحال غير الحال, سنه ونص حاولت فيهم بكامل طاقتي وخبرتي أتعامل مع التغيير اللي حصل في المجتمع المصري خلقياً وفكرياً وثقافياً, ومع إن الفرق مش كبير مابين الثقافه السعوديه والمصرية, لكن الاختلاف كان كبير في النظام, السيسيتم, في التطوير, في النظافه.
إضافة الي ان ثقافة المجتمعات خارج مصري بتعلي, وداخل مصر رايحه في داهيه.
الكوكب كله بيطلع لقدام وإحنا حرفياً بنرجع للخلف.
الجاهل مسيطر … والمتعلم مُحبط, والغبي راكب … والذكي مدفون, والحرامي مدير … والشريف مظلوم…
الرجل الغير مناسب في المكان الغير مناسب حرفياً.
معادلة خلت عقلي يشت, وهنجت.
إحساس انك بتحارب طواحين الهواء, وبتحرث في البحر قاتل, تتعامل مع الناس تتعب, تسيب الناس وتاخد جنب مش هيسبوك في حالك, تشتغل خاص تتسرق, تتشغل عام تتظلم, تفتح شغلك يوقفولك المراكب السايره, تقول الحق تتركب, تتطبل هتظلم غيرك, تاخد حقك هتعاديهم, تسيب حقك هيركبوك, نصب وكدب وتزوير وتحوير وظلم وفساد مستشري في كل مكان وهباب إسود يخلي حياتك ضلمه, حتي لو حاولت تخلي لحظات السعادة تنسيك الهم, لكنك للاسف عايش فيه, ولولا شوية البركة بسبب الغلابة اللي في البلد, مفيش حد عارف كان هيجرالنا إيه ..
لِم يا ولدي عزالك وشوفلك بلد خابزه.
أنا مخرجتش تاني من مصر, علشان أدور علي أكل عيش ولا أحوش فلوس أو أمسك مناصب, أنا خرجت لأني لقيت نفسي مش عارف أتعامل ولا قادر أستوعب طريقة تفكير الناس, إحساس الغربه في التعاملات والأخلاق كان ملازمني طول الوقت, مش بقول إني ملاك, لكن علي الأقل بحاول مبقاش شيطان, أو زومبي عايش حياته أنه يؤذي غيره.
بقالي دلوقتي سنتين مسافر بره مصر, ولو سألتني, مصر موحتشتكش, هقولك أنهي مصر فيهم !!
رجعلي مصر اللي أنا عارفها الأول وبعدين نتكلم.
غير كده مصر بالنسبالي بقت مجرد صور قديمه وذكريات عايشه في اغاني التسعينات.
مش إحباط, لكن أخوكم حاول يغير الواقع بجد, فالواقع فرمه.
البركه فيكم بقي …
مش جايز كان العيب مني .. مين عارف…
