الاستعانة بالأطفال لصناعة الزخم في انتخابات مجلس الشيوخ تثير الجدل بمصر

أثار رصد مشاركة عدد كبير من الأطفال ومن هم دون السن القانوني في محيط لجان انتخابات مجلس الشيوخ بمختلف المحافظات المصرية، حالة من الجدل والتساؤلات بشأن توظيفهم في العملية الانتخابية بهدف إظهار زخم شعبي وحضور جماهيري مفتعل.
وبحسب مشاهدات ميدانية وتقارير محلية، فقد تم إشراك الأطفال في أنشطة دعائية وهتافات وتجمعات أمام عدد من مقار الاقتراع، دون ارتباط مباشر لهم بالتصويت، إذ إن أغلبهم لم يبلغوا السن القانوني للمشاركة في العملية الانتخابية.
ورُصد اصطفاف مجموعات من الأطفال أمام اللجان، يرتدون قمصانًا تحمل شعارات انتخابية، ويهتفون لصالح مرشحين أو أحزاب بعينها، فيما ظهر بعضهم يرفع أعلامًا أو يردد هتافات سياسية بتوجيه من القائمين على الحملات الانتخابية.
ناشطون ومراقبون وصفوا هذه الممارسات بأنها “استغلال مرفوض للأطفال في سياقات سياسية لا تناسب أعمارهم”، محذرين من أن استخدام القُصّر لتضخيم مشهد المشاركة الانتخابية يمثل خرقًا لمبادئ النزاهة، ويخلط بين الحشد السياسي والعمل التربوي.
في المقابل، التزمت الجهات الرسمية الصمت حيال هذه الملاحظات، ولم يصدر أي تعليق من الهيئة الوطنية للانتخابات بشأن الظاهرة، رغم انتشارها في أكثر من محافظة، بما في ذلك القاهرة الكبرى، والمنوفية، والشرقية، وأسيوط.
ويأتي هذا في وقت يتواصل فيه التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ وسط مشاركة متباينة، واستخدام أدوات دعائية متعددة، من بينها حشد الناخبين من خلال وسائل نقل مجانية، وتوزيع وجبات، وتوفير عروض ترويجية مرتبطة بالمشاركة.
وتعد هذه الظاهرة امتدادًا لنمط سابق من استخدام الأطفال في الحملات الانتخابية، مما يعيد طرح الأسئلة حول حدود الدعاية السياسية المسموح بها، وأهمية حماية الفضاء العام من التسييس المفرط الذي يتجاوز الفئات المؤهلة قانونيًا للمشاركة.