الأردن: خطة إعادة احتلال غزة تنسف جهود وقف إطلاق النار وتقوّض حل الدولتين

أدانت وزارة الخارجية الأردنية، الجمعة، بأشد العبارات، خطة الحكومة الإسرائيلية لإعادة احتلال قطاع غزة وتوسيع سيطرتها العسكرية عليه بالكامل، محذرة من أنها تنسف الجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع، وتمثل تقويضًا واضحًا لحل الدولتين.

وقالت الوزارة في بيان إن الخطة، التي أقرها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينت”، تمثل استمرارًا للخروقات الجسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واعتداءً على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

رفض للحصار والتجويع

وأكدت الخارجية الأردنية رفض المملكة لهذه الخطة واعتبارها امتدادًا لسياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تستخدم الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين، مشيرة إلى أن إسرائيل تمعن في استهداف المستشفيات والمدارس والأعيان المدنية في انتهاك صارخ لاتفاقية جنيف لعام 1949 بشأن حماية المدنيين وقت الحرب.

دعوة لوقف العدوان وإدخال المساعدات

وشدد البيان على ضرورة امتثال إسرائيل لالتزاماتها كقوة احتلال بموجب القانون الدولي، ووقف عدوانها على غزة فورًا، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الكافية والفورية إلى القطاع الذي يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة.

كما جددت الخارجية الأردنية دعمها للجهود القطرية والمصرية والأمريكية الرامية للتوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتنفيذ اتفاق تبادل، وضمان تدفق المساعدات إلى غزة.

مطالبة بموقف دولي حاسم

وطالبت عمّان المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية واتخاذ موقف فاعل يوقف العدوان الإسرائيلي فورًا، ويلبّي حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل وضمان الاستقرار في المنطقة.

خلفية الخطة الإسرائيلية

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد عرض، مساء الخميس، خطة “تدريجية” لاحتلال كامل القطاع، رغم معارضة المؤسسة العسكرية بسبب مخاطرها على حياة الأسرى والجنود. وتشمل الخطة تهجير سكان مدينة غزة نحو الجنوب، ثم تطويقها، يلي ذلك عمليات توغل في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا على غزة أسفرت عن 61,258 شهيدًا و152,045 مصابًا، وأكثر من 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، وسط مجاعة قاتلة أودت بحياة العديد من الأطفال، بحسب بيانات فلسطينية رسمية.