عزلة غير مسبوقة: مقاطعة خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة تكشف حجم الضغوط الدولية
أثار مشهد مقاطعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جدلاً واسعاً واعتُبر دليلاً صارخاً على حالة النبذ التي تواجهها إسرائيل بسبب حربها المستمرة على قطاع غزة.
فقد غادرت وفود عديدة القاعة فور صعود نتنياهو المنصة، في إشارة إلى رفض عالمي متزايد لسياسات تل أبيب.
صدمة نتنياهو وتداعيات داخلية
رغم توقع نتنياهو لاحتمال المقاطعة، فإن حجمها شكّل صدمة سياسية له، بحسب محللين، خاصة مع تزايد الانتقادات الداخلية الإسرائيلية وارتفاع أصوات تطالب بوقف الحرب.
بل إن بعض التقارير تحدثت عن ارتباكه أثناء الخطاب وحاجته لفحص طبي بعده، في مؤشر على الضغط المتزايد عليه داخلياً وخارجياً.
مؤشرات العزلة الدولية
- رحلة محفوفة بالمخاطر: اضطر نتنياهو لتغيير مسار طائرته نحو نيويورك خشية الاعتقال في دول موقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية.
- اعتراف متسارع بفلسطين: قبيل خطابه، سارعت عدة دول أوروبية وكندا وأستراليا للاعتراف بالدولة الفلسطينية، في خطوة تعكس رفضاً لمشاريعه التوسعية.
- عقوبات اقتصادية ودبلوماسية: دول مثل إسبانيا والنرويج فرضت حظراً على تصدير السلاح لإسرائيل ومنعت استيراد منتجات المستوطنات.
- صدمة تكنولوجية: شركة مايكروسوفت أوقفت خدمات حوسبة سحابية لوزارة الدفاع الإسرائيلية بعد اتهامات باستخدامها في استهداف مدنيين.
مشهد يذكّر بجنوب أفريقيا
الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي شبّه الوضع الحالي بإسقاط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، مؤكداً أن الضغوط الشعبية تتحول تدريجياً إلى قرارات حكومية تقيد إسرائيل.
تباين في التقييمات
- بعض المحللين الغربيين، مثل جيمس روبنز من المجلس الأميركي للسياسة الخارجية، اعتبروا المشهد مسرحياً بلا تأثير حقيقي على الحرب.
- بينما يرى خبراء القانون الدولي مثل لكس تاكنبرغ أن هذه المشاهد ترسم ملامح عزلة استراتيجية خانقة لإسرائيل، وتؤكد أن المجتمع الدولي بدأ يتحرك نحو فرض تنازلات على نتنياهو.
احتجاجات موازية
بالتزامن مع الخطاب، شهدت نيويورك مظاهرات ضخمة في ميدان تايمز سكوير رفضاً لوجود نتنياهو في الأمم المتحدة، حيث رفع المحتجون أعلام فلسطين ووصفوه بمجرم الحرب.
ما جرى في الأمم المتحدة لم يكن مجرد انسحاب رمزي، بل لحظة كاشفة لعزلة إسرائيل المتنامية، داخلياً وخارجياً.
ويبدو أن نتنياهو يواجه اليوم أكبر اختبار سياسي في مسيرته، بين ضغوط الداخل الإسرائيلي، وانهيار صورته دولياً، وتزايد العزلة التي تشبه ما عاشه نظام الفصل العنصري قبل سقوطه.
