دعت مصر، الاثنين، المجتمع الدولي إلى ممارسة كافة أشكال الضغط على إسرائيل لإلزامها بقبول الصفقة المطروحة حاليًا للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، وذلك خلال كلمة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بمدينة جدة.

ضغوط على إسرائيل لوقف الإبادة

وقال عبد العاطي إن إسرائيل “مستمرة في ارتكاب الانتهاكات السافرة والجرائم والإبادة الجماعية ضد شعب أعزل”، مشيرًا إلى استخدامها التجويع والحصار وعرقلة المؤسسات الأممية كوسائل للنيل من صمود الشعب الفلسطيني ودفعه للقبول بخيار التهجير، وهو ما شدد على أن مصر ترفضه “بشكل قاطع”.

وأوضح الوزير المصري أن القطاع يحتاج إلى 700 شاحنة مساعدات يوميًا لتلبية احتياجات سكانه، في وقت تتكدس أكثر من 5 آلاف شاحنة إغاثة على الجانب المصري من معبر رفح تواجه عراقيل إسرائيلية تحول دون دخولها.

صفقة التهدئة المطروحة

أشار عبد العاطي إلى أن مصر تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن استمرار الحرب، متهمًا إياها بـ”التجاهل المتعمد” لمحاولات الوسطاء، بما فيها المقترح الأخير الذي وافقت عليه حركة حماس قبل أسبوع، والذي يتضمن:

• وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا.
• الإفراج عن 10 أسرى أحياء و18 جثمانًا إسرائيليًا مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين.
• تسهيل دخول المساعدات عبر إعادة انتشار القوات الإسرائيلية قرب الحدود.
• بحث ترتيبات التهدئة الدائمة منذ اليوم الأول.

وأكد أن القاهرة ترفض ما وصفه بـ”أوهام إسرائيل الكبرى”، في إشارة إلى تصريحات بنيامين نتنياهو التي تحدث فيها عن “رؤية إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل”، معتبرًا أنها “لا تعكس سوى غطرسة القوة ولن تقبل بها مصر أو تسمح بتنفيذها”.

موقف مصر الثابت

ونقل عبد العاطي تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه للشعب المصري في 27 يوليو/ تموز الماضي، بأن مصر “لا يمكن أن تشارك في هذا الظلم التاريخي الذي يفرغ حل الدولتين من مضمونه ويمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة”.

وأضاف أن “أي تطبيع للعلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة لن يحقق لها الأمن والسلام، ما لم تستجب للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني”.

اجتماع منظمة التعاون الإسلامي

ويأتي هذا الموقف في إطار الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بجدة، برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، وما أسفرت عنه الحرب من أوضاع إنسانية كارثية في غزة.

حصيلة العدوان

ووفق أحدث الإحصاءات الفلسطينية، أسفرت الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عن:

• 62 ألفًا و744 شهيدًا.
• 158 ألفًا و259 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال.
• أكثر من 9 آلاف مفقود.
• مئات آلاف النازحين.
• مجاعة أودت بحياة 300 فلسطيني، بينهم 117 طفلًا.